هذا عرف متعارف عليه, وعندما تبكي الرجال يشبهونهم بالنساء مو عيب عليك تبكي شو أنت امرأة ,
ولكن ما هذه الموضة الدارجة الآن شكلهم إشكال رجال, ويلبسون ربطات عنق , وبذات رسمية ويحضرون مؤتمرات واجتماعات, ولكن... لماذا هذه المواقف؟ هل هو عرف عند بعض الساسة حتى يأخذون ما يريدون؟!
فلاعجبي إذا النساء ترجّلت
ولكن تأنيث الرجال عجيبُ
قالت شحرورة الوادي صباح اللبنانية يا رب تشتي عرسان تا تلحئني طرطوشة وتفرح أمي والجيران وخبي الأسمر برموشي .
لكن أن تمطر الدنيا دموع في مجلس الأمن.هو محفل دولي أم مبرة لليتامى؟
أن تمطر دموع ... ومن ثم قبلها تمطر شايا يسكب للجنود الصهاينة هذا لم تقله صباح ...
انهمرت دموع السنيورة في اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت, وأدمى قلوب المجتمعين معه
لأنه موقف صعب عندما يبكي الرجال .
ولكن مرتبط هذا بالرجال ولكن عندما يبكي أشباه الرجال فلا تهتز شعرة في أي إنسان, ويعرف أنها دموع التماسيح . هل دموعك أيها السنيور اقوي من مناظر القتل في غزة وفلسطين ؟.
هل دموعك تحرق الوجوه كما دموع النسوة في قانا وفي الجنوب؟. هل دموعك أقوى من مشاهد المجازر التي خلفها الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان، في جنين وشواطئ غزة ومساكن بيت لاهيا، ولا في قانا و البقاع والحولة. نخوة المسئولين العرب ,وكرامتهم التي جلبت لنا الذل لم تعد تتحرك لمثل هذه الأمور؟
وزيرة خارجية إسرائيل تسخر من دموع السنيورة .
يا عيب الشوم هل يحق لها ؟الله يبينها فيك يا ليفني يمهل ولا يهمل ؟ أنت لا تعرفين ماذا تفعل الشماتة بصاحبها؟!! بالطبع تريد أن تغطي بهذه الدموع تواطئك مع الأمريكان أليس هو نفسه السنيورة المتهم باختلاس الملايين والآن الموقف غطى على سرقاته, ووجد جنازة ليشبع فيها لطم. كيف حبس دموعه شهر قبل ان يجتمع مع الوزراء العرب؟ هنا كان الموقف دراميا جدا, أتته عابورة البكاء لشعوره بدفء اللقاء, مع خلانه ليشعرهم بالذنب, أنهم تخلوا عنه في ازمته, وهو بأمس الحاجة لهم يبدو أن دموع السنيورة والخطة المرسومة له أتت أوكلها فطلبوا من الولد المدلل البكاء أمام مجلس الآمن, ليستدر عطفهم عليه ليشفقوا على يتمه ,لقد فقد اياه هو الوحيد الذي تيتم ,وقتل والده, وكل ممن قتلتهم إسرائيل لم يحرك ساكن في مجلس الأمن, الأطفال والنساء والاغتيالات واغتيال العجزة في فلسطين اغتيال الشهيد احمد ياسين لم تحرك شعرة في العالم, لكن دموع الحريري الصغير ستهز العالم . انه يتيم! ....
لقد تيتم دون أوانه, ولا يجد لقمة طعام يعيش في الحانات الأوربية, وعلى موائد فاعلي الخير الأمريكان, والأوربيين , يا الله ما هذا الموقف ما أقساكم أيها العالم؟ .
هل اختفت المناديل التي تمسح ا لدموع ؟ليتكم تنشئئون المصانع لتصنيع المحارم الورقية المختصة بدموع الزعماء اللبنانيين وفي المحافل الدولية .
يبدو أن الزعماء لديهم أحاسيس جياشة ,ودموعهم من الأزل إلى الآن تأتي بأحسن النتائج .
بكى الشيخ جابر الصباح الكويت عندما احتلها صدام فعادت إليه .. كما بكى إمبراطور اليابان هيروهيتو عندما وقع على قرار استسلام بلاده،بكى جورج بوش الابن عندما خسر أمام بيل كلنتون, وبكى بوش الابن في هجمات 11سبتمبر, وبكى الملك فاروق عندما ألقى نظرة الوداع على مصر بعد ركوبه يخته مغادرا، ويذكر التاريخ من الزعماء الباكين عبد الله الصغير الذي بكى غرناطة التي سقطت بيد الأسبان..
هل دموع الزعماء ضعف أم أصبحت سياسة؟
بكى عبدا لله الصغير عندما وقف أمام ملكه الزائل في الأندلس, عندما قالت له أمه تعنفه (أبك مثل النساء ملكاً مضاعاً، لم تحافظ عليه مثل الرجال".)
فرق كبير بين دموع العجز ودموع الاستنهاض، أو بكاء الأقوياء والجبناء . فرق كبير بين دموع السنيورة والصغير اليتيم سعدو, وبين دموع عبدا لله الصغير
فرق كبير بين دموع, زعماء لبنان وبين دموع الملك فاروق, الذي رفض أن يقاوم حركة الضباط الأحرار بعد حصارهم قصره, وقرر الرحيل عن البلاد التي نشا فيها, واجبروه الضباط الأحرار على التنازل عن العرش لابنه احمد فؤاد الثاني, لم يبكي عندما تنازل عن العرش لكن كانت دموعه انهمرت بمرارة , وهو يلقي نظرة الوداع على مصر، من فوق ظهر اليخت، الذي أقله لآخر مرة من الإسكندرية، في طريقه إلى منفاه بإيطاليا.التي توفى فيها عام 1965.
شتان ما بين دموع السنيورة, وسعدو الصغير, وبين دموع الأمهات الثكلى في مارون الراس و بعلبك و بنت جبيل و خيام و قانا و صيدا و صور, و جميع الأمهات الطاهرات من أرض "الجنوب" اللاتي ولدن أبطالا عظماء, و شرفاء الذين كانوا جسورا و قلاعا لصمود المقاومة البطلة .
شتان بينها وبين دموع النساء الفلسطينيات , في غزة والضفة في المعتقلات, والسجون الإسرائيلية . شتان بين دموع الفخر والكبرياء وبين دموع التماسيح والخونة .
ماذا تأتي دموعك عند دموع الماجدات العراقيات ؟
أين انتم من العراق الجريح المحتل المستباح كل شيء فيه؟ أين انتم من التهديدات على سوريا والتحريض عليها .؟ هل تريدون الحقيقة أم الحئيئة؟ التي هي دمار سوريا بعد دمار العراق, واستلاب فلسطين وانعزال الأردن, ومصر , تريدون الحقيقة أم الحئيئة التي تعهدتم إلى أسيادكم بان تخلصوهم من المقاومة الباسلة في الجنوب؟ وتريحوا إسرائيل من التهديد .
يبدو أن كاسات الشاي في مرجعيون لم تروي عطشهم, يريدون المزيد ,العروبة ليست خيارا بل هي قدرا ,والقدر لا خيار فيه ، فلم يسأل أحد منا قبل ميلاده أن كان يريد أن يكون عربيا أم أعجميا.
من هانت عليه نفسه فهي علي الناس أهون, لن يفيدك البكاء أمام المحافل الدولية لأنك مفضوح, مدان, مهان أنت, ومن يدلو بدلوك, والشمس لا تغطى بغربال !!
فلا بد للفجر أن ينجلي .