لكل محبي زهى حديد هد الموضوع طلع معي فجأة وانا عم ابحث بالنت
فحبيت نزلوا بالمنتدي للإفادة
تكلمت زها حديد عن فخرها بان تقدم فيينا موطن مولد العمارة الحديثة اعمالها الكاملة. وتعتبر المهندسة المعمارية زها حديد من المعماريين المشهورين في الوقت الحاضر في مجال العمارة المستحدثة التي يمكن وصفها بعمارة المستقبل بما تستخدمه من مواد انشائية وعناصر جديدة في الشكل والتصميم الذي تختفي فيها الخطوط الافقية والعمودية
وتمتاز بمقدرة كبيرة على ابداع الفضاء الداخلي على الرغم من اختفاء الاشكال المتعارف عليها في فن العمارة والانشاء «الاشكال ذات النسبة الذهبية والاشكال المنتظمة». وتقدم زهاء في معرضها، الكثير من نماذج مشاريعها التي انجزت او في طور التنفيذ او تلك التي ستنفذ في الكثير من مدن العالم مثل روما وسنغافورة، اوهايو ولايبزك وغيرها. وتحضى المهندسة المعمارية بتقدير عالي في النمسا حيث قامت بتصميم منصة الانزلاق على الجليد في مدينة انسبورغ لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية التي يؤمل بانها ستعقد فيها في المستقبل. ومنذ عقدين من الزمان تثير انتباه نقاد الفنون والعمارة ليس فقط في النمسا، وانما في الكثير من الدول المتقدمة حيث تلقى تصاميمها تقديرا عاليا وتفوز في المسابقات المعمارية العالمية. تمتاز تصاميمها باشكالها الانسيابية التي تشكل كتل منحوتة كانها نصب فنية. واعترافا بمقدرتها الفنية ومستواها التخصصي في العمارة دعيت لتحاضر في جامعة الفنون التطبيقية في فيينا ذات السمعة الكبيرة في مجال العمارة والفنون، ليس فقط على مستوى النمسا وإنما على مستوى العالم ايضا. كما تشغل كرسي كينزو تانغه «المهندس المعماري الياباني المشهور» في جامعة هارفرد وكرسي سوليفان «المهندس المعماري الأمريكي صاحب مدرسة شيكاغو في العمارة» في كلية العمارة في جامعة شيكاغو. وقدمت المهندسة المعمارية العراقية خصيصا لمعرضها الفيناوي وعلى مساحة ۳۰۰ متر مربع تجربة علاقة المبنى بالفضاء الداخلي والخارجي، تصميما يحمل «العاصفة الثلجية» او الفضاء التجريبي. وكونها من المجددين في عالم العمارة فهي لا تلتفت إلى الخلف في وضع فكرة تصميمها وعناصرها التي تمتاز بغرابتها لدعاة التراث، والقديم ولكنها تلقي الهوى لدى المجددين والمحدثين في مجال الفن والعمارة. ويتكون التصميم من مجموعة من العناصر منحوتة تزن مع بعض ثمانية اطنان وارتفاع سبعة امتار. ويمثل رؤيتها للفضاء والشكل في العمارة الذي يختفي فيه كل ما هو افقي وعمودي وتستعيض عنهما بخطوط منحية تشكل مع بعض كتلة منحوتة من اللدائن او أية مادة انشائية اخرى. ويظم المعرض مجموعة كبيرة من نماذج أعمالها منفذة بالكرتون واللدائن.
عدد واسع من اللوحات الفنية التي رسمتها المهندسة والتي تقدم صورة عن مقدرتها في مجال الرسم واستخدام الألوان بالإضافة إلى الأشكال المستخدمة كعناصر أساسية في اللوحات حتى تغيب عن المشاهد بين المخططات المعمارية لمشاريعها أو لوحات فنية ذات منحى حديث في الرسم. وأهمية المعرض الفييناوي لزهاء حديد في انه يحوي أعمالا لم تعرض من قبل في أي مكان من العالم ولوحات رسم من أرشيفها الخاص الذي يحمل اسم «ميجور بينتنك» وكذلك صور لمشاريعها التي نفذت وتلك التي تحت التنفيذ أو التي ساهمت فيها بمسابقات معمارية. ويقدم المعرض صورة كاملة على مراحل التصميم لأي مشروع تنفذه المهندسة ابتداء من الفكرة الأولية وانتهاء بالرسومات التنفيذية من جهة، ومن جهة أخرى منظور المبنى عبر مجسماته أو صوره بعد التنفيذ. أن المراحل تلك مهمة لطالب العمارة كما هي مهمة للمهندسين المعماريين للتعرف على تجربة مهندسة أصبحت علما في عالم العمارة خارج حدود البلد الذي تنتمي إليه وكذلك خارج حدود المنطقة العربية ككل
ومن المشاريع التي تقدمها مشروع «المركز العلمي» في فولفسبورغ الذي يمثل منظومة من المباني صممت بأشكال كأنها صورة مجسمة لعالم الخيال العلمي في حيز فضائي واسع صممت فيه الفضاءات الخارجية أيضا لتصبح وحدة كاملة من ذلك العالم الخيالي في المستقبل السحيق للقرن الحالي.
ومن المشاريع الملفتة للنظر مشروع شركة سيارات «بي أم دبلو الألمانية» في شمال ليبزك. انه عصب الأساس لإنتاج الشركة والذي يظم جميع الأقسام، وهو مشروع قابل للتوسع الأفقي المستقبلي بدون مجهود إنشائي وكلف كبيرين. والمهندسة المعمارية العربية تمثل أهم ملامح العمارة الطليعية خلال العقدين الآخرين عن طريق وسائط تقديم المشاريع وإظهارها بشكل يثير الإعجاب وتبين مجسماتها بمساعدة الحاسوب على أنها حقيقية، على الرغم من أنها ما زالت خطوط على الورق. كتب باترك شوماخر عن زهاء حديد: كانت صرخة في ما قدمته منذ عقدين من الزمن من أعمال في الرسم أو في العمارة، أنها جدلية العمارة كما كان هيغل صاحب الجدلية « الديلاكتيك» في الفلسفة.
ولدت زهاء حديد في العام ۱۹۵۰ في بغداد. وهي ابنة محمد حديد، صناعي عراقي معروف ووزير المالية في العهد الجمهوري. درست في مدرسة لندن للعمارة في الفترة بين ۱۹۶۲ - .۱۹۶۶ ومنذ تخرجها ادارت مشغلا في نفس المدرسة. وابتداءا من العام ۱۹۶۹ تدير مكتبها الهندسي الخاص في العام ۱۹۸۳ فازت المهندسة المعمارية العراقية بالمسابقة العالمية لتصميم مشروع «ذي بيك» في هونك كونغ الذي انتهى تنفيذه في العام .۱۹۹۳ وأثار هذا المشروع الأنظار إلى مقدرة المهندسة المعمارية وحسها الفني واتجاها الفريد في العمارة الحديثة. ومن المشاريع التي كان لها اثر في مسيرتها واظهرت مقدرتها في التعبير عن اسلوبها الجديد محطة إطفاء الحريق في مدينه فايل على الراين بألمانيا الذي يعتبر مثال لأسلوب المهندسة المعمارية العراقية والعالمية المستوى في مجال العمارة. تقوم زهاء حديد قبل المباشرة في وضع التصاميم النهائية، وقبل استخدام الحاسوب بعمل نماذج من الكرتون لتجسيمها ودراسة علاقتها مع البيئة المحيطة. وفي اقامة معرض المهندسة المعمارية العراقية في هذا الوقت بالذات له اهمية خاصة لالقاء الضوء على مقدرة العراقيين المتواجدين في دول الشتات وإمكانية مساهمتهم في إعادة اعماره بعد سقوط نظام صدام حسين. وعلى هامش المعرض التقت «الحياة» بالمهندسة المعمارية زهاء حديد في حديث خاص يعتبر الاول لوسيلة اعلام عربية.
* لك مشروع ينفذ في روما يعتبر نموذجا للعمارة الحديثة وكذلك للأسلوب التي اشتهرت به متى ينتهي منه وما اردت ان تقديمه في مدينة مثل روما وتاريخها المعماري الغني؟
- المشروع قيد الإنشاء وسوف ينتهي في خريف هذا العام. وهو يمثل اسلوبي الخاص في مجال العمارة الحديثة ولكون روما مدينة عريقة في فنونها وجدت لي المكان لتقديم منحى جديد يضفي على طابعها الحداثة.
* ما هي الفكرة من العاصفة الثلجية في المعرض؟
- إنها محاولة لأضهار تأثير البيئة، أو بالأحرى مثال لذلك. أنها محاولة لاستنباط أشكال جديدة باستخدام مواد عضوية.
* لم يلاحظ المشاهد في كل المشاريع التي قمتي بتصميمها وتنفيذها الخطوط الأفقية، هل في هذا ابتعاد متعمد عن علاقتك بالبيئة الشرقية العربية تحديدا؟
- اسلوبي في التصميم مبني على فكرة تستخدم التقنية في بيئة جديدة تعترف بكل ما مستحدث من مواد إنشائية وشكل ولون .
* بعد هذه الشهرة الواسعة في العالم هل يعرف العراقيون المهندسة المعمارية زهاء حديد لكي يفخروا بإنجازاتها ؟
- ليست عندي أية معلومات ،ولربما البعض يعرف عني في بغداد ليس إلا.
* زهاء حديد «المصلاوية» التي قضت شطرا كبيرا من حياتها في بغداد وشاهدت عمائرها كل يوم، ألم تخلف تلك العمائر والفنون التطبيقية العراقية على فنك وأسلوبك في العمارة؟
- أنا متأكدة ان جزء من ذلك بقي في العقل الباطني وبرز في بعض أعمالي. والمرأة في المحيط الشرقي ليست لها ذات السعة من الإمكانية للتعرف بشكل كامل على إنجازات المحيط الذي يلفها، خاصة في مجال الفنون، ولكني في نفس الوقت أمن بالحداثة والتجديد اللتان كانتا تحتلان الجزء الأهم في ممارستي مهنة الفن بكلا شقيها العمارة والرسم. ولذلك لم يكن من اهتماماتي الاستشراق أو العودة إلى الأصول الشرقية في استخدام العناصر الإنشائية أو التصميمية في مشاريعي. اعتقد أن تأثير المنجزات الحضارية التي وصلت إليها البشرية في الكثير من المجالات والاستفادة منها هي أهم للإنسان من تلك التراثية والعتيقة، ولي بالذات كمهندسة حداثة افضل من الإفراط في الغور بالماضي وأخذ مفرداته. وعلى الرغم من ذلك هناك عناصر من الخطوط المتشابكة التي تعيد جزء ما في الفنون العربية الإسلامية. واعتقد أن أهم ما يمكن ملاحظته في أعمالي هو تأثير البيئة الشرقية عليها في مجال تخطيط محيط المشاريع.
* ما هو مقترحك للمسؤولين عن برنامج إعادة أعمار العراق، ولأنك واحدة من الخبرات العراقية المهاجرة ذات الكفاءة العالية؟
- اعتقد أن المهمة غير سهلة لأنها يجب أن لا تكون فقط لتأهيل بنايات بحد ذاتها، أو إعادة البنية التحتية فقط، وإنما إعادة أعمار البلاد كلها تحت أسس علمية جديدة وفق معايير التطور العالمي الحالي والمستقبلي، وفي نفس الوقت لا بد من إعطاء أهمية للتخطيط العمراني والتعليم ومؤسساته، الإسكان. أنها فرصة رائعة لمراجعة كل شئ ووضع تخطيط متفق مع معايير المستقبل. أن العراق غني ماديا وتراثيا فانه يستحق أن يبني على أسس تعطيه مكانته كموطن أول حضارة إنسانية.
* ماذا تودين تقديمه من مشاريع، او بالاحرى أي مشروع تعتقدين بأنه اقرب إليك لتصميمه في العراق الجديد؟
- ليس هناك مشروع محدد ولكن اكثر ما يثيرني بالنسبة للعراق الجديد مجال تخطيط المدن والأحياء السكنية الجديدة. أن اكثر الأشياء التي تثيرني فعلا في مجال تخطيط المدن. أن المواضيع الجميلة التي يمكن أن يقدم المهندس المعماري فيها مقدرته التصميمية حسب رأي، المراكز الثقافية على مستوى المدن وكذلك المجمعات السكنية. واعتقد أن لجنة إعادة أعمار العراق، في مجال البناء والعمارة، يجب أن تظم كفاءات عراقية متخصصة لكي تساعد بوضع حلول ناجعة انطلاقا من متطلبات البيئة العراقية والخبرة التي اكتسبوها بالنسبة للعراقيين في دول الشتات المختلفة.
منقول
سلامات