[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
برنـامج امتحان الفصل الأول نهائي/قسم المكتبات - 2013/2014
غاز السارين Sarin gas ( الأعراض, العلاج والارشادات )
أحكام فقه الجهاد
تـعـلـيـمـات فـي حـال اسـتـخـدام الآسـلـحـة الـكـيـمـاويـة
الى طلاب كلية التربية ... بجامعة دمشق
ان كانت لديك اية مشكلة تقنية نحن بالخدمة ان شالله (( العدد الثالث 2012- 2013))
منح دراسية من الاتحاد الأوروبي للسوريين
شروط القيد في درجة الماجستير بكلية التربية
عريضة لعميد كلية الاقتصاد ليتم اعادة مواد يومي 27-28
سوريا بخير..



  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> الـمـنـتــديـــات --> المنتديــــات الأدبيـــــــة --> بحـر لـغـتنـــــا ..العـربـيـــة
    بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


صفحة 1 من 2  1 2->

.بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..


*أبو عبيدة*

عضــو فضـي

قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين




مسجل منذ: 08-03-2008
عدد المشاركات: 1082
تقييمات العضو: 128
المتابعون: 151

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

12-04-2009 12:28 PM






السلام عليكم ..

على مسير ميزان الذهب في دراسة اشعار العرب ..

أصدقائي و زملائي  .. اليوم أحمل إليكم قصيدة من البحر الطويل .. انتقيتها من ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي .. صاحب القصية الشهيرة "سلام من صبا بردى أرق *** و دمع لا يكفكف يا دمشق" رغم أنني كنت أفضل أن أنقل لكم شرح الإمام المحدث الزوزني لمعلقة امرؤ القيس الكندي التي يقوم في مطلعها "قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل *** بسقط  اللوى بين الدخول فحومل" و له بيت شعر سمعته كثيرًا على لسان العامة في معلقته "مكر مفر مقبل مدبر معًا *** كجلمود صخرٍ حطه السيل من علِ" .. و لكنني وجدت في معلقته غلظة و طولاً مفرطًا على أن تقدم في منتدانا .. ففضلت قصيدة أحمد شوقي هذه .. راجيًا أن تنال إعجابكم ..

لمحة عن أحمد شوقي :

أحمد شوقي
1285 - 1351 هـ / 1868 - 1932 م
أحمد بن علي بن أحمد شوقي.
أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف.
عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.



هذه القصيدة هي من قصير ما كتب أحمد شوقي ..
لست على علم بعنوانها ..
القصيدة تقع في 18 بيتًا .. و انتقيت منها 13 بيتًا .. سأشرحها بالمعنى المبسط على فهمي القاصر .. و لا أدعي العلم المطلق .. و حتى إن ادعيت التمكن من العربية فما شققت عن قلب أحمد شوقي .. و المعنى كما تعلمون في قلب الشاعر .. و اقبلوا مني جهلي و ضعفي .. و إن أخطأت فصوبوا أحسن الله لكم أجرًا .. أما من الناحية الجمالية و البلاغية فإنني و الله لم أبلغ مبلغ أن أنقد شعر أحمد شوقي على ملأ كريم .. و لكن إن أحببتم أن تناقشوا شيئًا من جماليات قصيدته من استعارات "تصريحية و مكنية و تمثيلية" أو إرسالات أو تراسلات .. جناس أو تقفية داخلية أو ما شابه ذلك فالباب لهذا مفتوح ... أترككم في رحاب القصيدة :


أَبُثُّكَ وَجدي يا حَمامُ وَأودِعُ *** فَإِنَّكَ دونَ الطَيرِ لِلسِرِّ مَوضِعُ
وَأَنتَ مُعينُ العاشِقينَ عَلى الهَوى *** تَإِنُّ فَنُصغي أَو تَحِنُّ فَنَسمَعُ
أَراكَ يَمانِيّاً وَمِصرُ خَميلَتي *** كِلانا غَريبٌ نازِحُ الدارِ موجَعُ
وَمِن عَجَبِ الأَشياءِ أَبكي وَأَشتَكي *** وَأَنتَ تُغَنّي في الغُصونِ وَتَسجَعُ
لَعَلَّكَ تُخفي الوَجدَ أَو تَكتُمُ الجَوى *** فَقَد تُمسِكُ العَينانِ وَالقَلبُ يَدمَعُ
إِذا كانَ في الآجالِ طولٌ وَفُسحَةٌ *** فَما البَينُ إِلّا حادِثٌ مُتَوَقَّعُ
أَمُنكِرَتي قَلبي دَليلٌ وَشاهِدي *** فَلا تُنكِريهِ فَهوَ عِندَكَ مودَعُ
أَسيرُكِ لَو يُفدى فَدَتهُ بِجَمعِها *** جَوانِحُ في شَوقٍ إِلَيهِ وَأَضلُعُ
لَقيتِ عَليماً بِالغَواني وَإِنَّما *** هُوَ القَلبُ كَالإِنسانِ يُغرى وَيُخدَعُ
وَأَعلَمُ أَنَّ الغَدرَ في الناسِ شائِعٌ *** وَأَنَّ خَليلَ الغانِياتِ مُضَيَّعُ
وَأَنَّ نِزاعَ الرُشدِ وَالغَيِّ حالَةٌ *** تَجيءُ بِأَحلامِ الرِجالِ وَتَرجِعُ
وَأَنَّ أَمانِيَّ النُفوسِ قَواتِلٌ *** وَكَثرَتُها مِن كَثرَةِ الزَهرِ أَصرَعُ
وَأَنَّ دُعاةَ الخَيرِ وَالحَقِّ حَربُهُم *** زَمانٌ بِهِم مِن عَهدِ سُقراطَ مولَعُ


الشرح :


أَبُثُّكَ وَجدي يا حَمامُ وَأودِعُ *** فَإِنَّكَ دونَ الطَيرِ لِلسِرِّ مَوضِعُ 
في هذا البيت و هو مطلع القصيدة يشكو أحمد شوقي يثه و ضيقه لما أصابه من الوجد و الشوق إلى الحمام و ذلك لأن الحمام -  أمين على الأسرار على خلاف بقية الطيور - و هذا مجاز واضح ..


  وَأَنتَ مُعينُ العاشِقينَ عَلى الهَوى *** تَإِنُّ فَنُصغي أَو تَحِنُّ فَنَسمَعُ
يتابع شاعرنا نجواه إلى الطير فيذكر له أن العاشقين يستعينون به على مرار ما يقاسونه من عذابات الهوى .. فهم إن أنوا أصغى لهم و إن حن إليهم أشجى أفئدتهم بهديله ..

  أَراكَ يَمانِيّاً وَمِصرُ خَميلَتي *** كِلانا غَريبٌ نازِحُ الدارِ موجَعُ
 

في هذا البيت يستميل شاعرنا من يناجيه .. فيلفت نظره إلى كونه شقيق له في حال غربته .. فطير الحمام يماني "لعله يقصد يمني و مما قرأت فإنه من الجواز تسمية يماني للدلالة على النسبة إلى اليمن" و شاعرنا مصري .. و لكن كلاهما غريبان عن وطنهما .. نازحان عن دارهما .. موجعان بآلام الغربة و البعاد ..


  وَمِن عَجَبِ الأَشياءِ أَبكي وَأَشتَكي *** وَأَنتَ تُغَنّي في الغُصونِ وَتَسجَعُ

هذا البيت واضح .. حيث أن شاعرنا في معرض حديثه "أو لنقل دردشته" مع الطائر يحدثه بمفارقة طريفة .. فهو لما يجد من عجائب زمانه يبكي و يشتكي .. و لكن الطير لا يلقي لتلك العجائب بالاً .. فيظل يغني على أفنانه و يقسم الألحان و التغاريد و يكثر من السجع في تقاسيمه .. و لعل هذا أعجب حتى من تلك العجائب التي تضيق بحلم شاعرنا فتحيله باكيًا شاكيًا ..


  لَعَلَّكَ تُخفي الوَجدَ أَو تَكتُمُ الجَوى *** فَقَد تُمسِكُ العَينانِ وَالقَلبُ يَدمَعُ
 

في هذا البيت يردف شاعرنا و يعطفه على سابقه .. فيقول بان الطير و إن غنى و قسم فإنه ليس دلالة سعادة و انشراح .. بل لعله يكتم أشواقه و يخفي لوعته و ما يداريه من الجوى - و الجوى هو الهوى الباطن و هو أيضًا الداء يصيب المرء فلا يعود يستطيع الأكل أو الشرب – و لكنه و إن استطاع أن يخفي دموع عينه فإنه لن يستطيع أن يوقف دموع القلب ..


  إِذا كانَ في الآجالِ طولٌ وَفُسحَةٌ *** فَما البَينُ إِلّا حادِثٌ مُتَوَقَّعُ
 

هذا البيت هو قالب شعري صبه شاعرنا لحكمة و سنة من سنن الحياة .. فتبدل الأحوال بتبدل الأزمان أمر لازم بالضرورة .. و لا يدوم حال أحد على ما هو عليه .. و البين هنا تحتمل عدة معاني و لكنني أفضل أن أحملها محمل الحكمة فأقول أن البين هو البعد , أيًا كان شكله .. سواءً كان بعدًا عن الأهل أو عن الوطن أو عن الروح أو الذات بكثير من الغربة غربة روح و وجدان .. و أشنع الاغتراب هو انسلاخ النفس البشرية عن بشريتها و إنسانيتها إلى غير ما فطرت عليه .. و هذا البيت  شبيه ببيت الشريف المرتضى .. "يهوى الفتى طول البقاء ودونه *** وَلَعُ الرّدى وتعرّضُ الآجالِ" و من طالت به الأيام فإنه لا بد أن يفترق عن صحبه و أهله و لا بد أن يتعرض لحوادث الدهر ..


أَمُنكِرَتي قَلبي دَليلٌ وَشاهِدي *** فَلا تُنكِريهِ فَهوَ عِندَكَ مودَعُ
 

هنا يتحول شاعرنا بالخطاب من طير الحمام إلى معشوقته "و لست أعلم أن لأحمد شوقي معشوقة" و هنا يلتمس منها رغم إنكارها له أن لا تنكر قلبه الذي يستدل به و يستشهد به على صدق حبه .. فهو قد تركه وديعة عند معشوقته و هي له منكرة !!


  أَسيرُكِ لَو يُفدى فَدَتهُ بِجَمعِها *** جَوانِحُ في شَوقٍ إِلَيهِ وَأَضلُعُ
 

هذا البيت يظهر فيه الشاعر عدم استرخاصه نفسه .. فهو رغم عشقه لمن ينكره .. فإنه ليس نكرة عند عامة ربعه .. فهو قد أودع نفسه أسيرًا عند معشوقته و لكنه لو طلب أن يفتدى لهبت إليه أجنحة و أضلع تفتديه و كلها شوق إليه و رغبة في إنجاده  "و هذه كناية عن الإناث على ما فهمتها فالأنثى كالجناح في جماليته و رقته و أما كونها ضلعًا فهو امر لا يخفى علينا و لكن يجوز فيها أن يقال أن الذين يفدون أحمد شوقي سيهبون كما يهب الطير مستعجلاً يضرب بأجنحته على عجل و يثني أضلاع صدره جئة و ذهابًا في طيرانه "


  لَقيتِ عَليماً بِالغَواني وَإِنَّما *** هُوَ القَلبُ كَالإِنسانِ يُغرى وَيُخدَعُ
 

في هذا البيت يجوز الإسهاب و الإطناب .. و هذا البيت يشعرني و كأن عجوزًا هرمًا  يلقي النصيحة إلى ابنه الشاب المندفع المتقلب بين فلانة و فلانة فيقول له "إن كان حال الشخص الناصح الواعي العارف بكيد النساء و فنونهن في اصطياد القلوب هو هذا الحال من الإغراء و الانخداع .. فأولى و أحرى بك أن تعتزل النساء مطلقًا " .. في هذا البيت يبين شاعرنا أنه ليس بغوًا أو حديث عهد بالنساء الغواني - بالمناسبة قد تحمل كلمة "غانية " عدة معاني بحسب السياق و لكن معناها العام هو الدلالة على الأنثى الجميلة المغرية – و لكنه عليم بأخبار النساء و محيط بمكائدهن و تصرفاتهن , و لكن القلب يضل و يغرى و ينخدع فيقع في الأمر الذي يحذر نفسه منه !!


  وَأَعلَمُ أَنَّ الغَدرَ في الناسِ شائِعٌ *** وَأَنَّ خَليلَ الغانِياتِ مُضَيَّعُ

و الغدر شائع و هذا لا خلاف عليه .. و لكنه في البيت السابق اصطلح على أن الغدر هو غدر القلب و وقوعه في العشق فصار المعنى لهذا البيت هو أن وقوع الناس في الحب بسبب الغدر الذي يلحق بقلوبهم أمر شائع .. و يضيف إلى علمه باخبار و أحوال الغانيات و علمه بشيوع الغدر .. غدر القلب في ما بين الناس يضيف إلى هذا علمه بان خليل و صديق الغانيات الذي يسخر وقته للحديث إلى النساء و تفقد أحوالهن و التودد إليهن هو شخص ضائع .. ضائع العقل و الذهن و الروح .. و لعله يضيع أشياء أخرى !!


  وَأَنَّ نِزاعَ الرُشدِ وَالغَيِّ حالَةٌ *** تَجيءُ بِأَحلامِ الرِجالِ وَتَرجِعُ
 

هذا البيت من أروع ما قرأت في تبدل آراء الناس و أحوال العقول .. فالرشد و الغي أو لنقل العقل و السلوك القويم من طرف و الطيش و الاعوجاج من طرف آخر هما حالتان تتناوبان على عقول الرجال .. فساعة تجدونهم في زينة العقل و الرشد و ساعة تجدهم في طيش و بطش و ضياع من الرأي .. و هذا التبدل بين هاتين الحالتين تلعب بعقول الرجال فتذهب بعقولهم و تجيء بها ..  و هذا حال العشاق .. تجدهم يتقلبون بين رشد و قلة رشد و تعقل و قلة تعقل ..


  وَأَنَّ أَمانِيَّ النُفوسِ قَواتِلٌ *** وَكَثرَتُها مِن كَثرَةِ الزَهرِ أَصرَعُ
 

مع اتجاه القصيدة إلى النهاية فإنها تتجه من عذل النفس و مناجاة الطيور و ذكر الوله بالمعشوقة و مناجاتها و مناداتها إلى إظهار آلاء الحكمة و العبر المستفادة من تأمل حال العشاق و حال أولئك الذين أرخو لنفوسهم حبائل الآمال .. و أطلقوا العنان لرغباتهم و أهوائهم .. فأماني النفوس أمراض خطيرة قاتلة و هي كثيرة لا تحصى و أكثر حتى من أعداد الزهر .. و لعل من جمالية الاستعارة هنا أنه شبه كثرة الزهر و كثرة الأماني بشيء من كثر كثرته يصرع المرء و كأنه فيض الماء من النهر إذا ما هاج .. فإنه يصرع الشديد و يطرحه أرضًا ..


  وَأَنَّ دُعاةَ الخَيرِ وَالحَقِّ حَربُهُم *** زَمانٌ بِهِم مِن عَهدِ سُقراطَ مولَعُ
 

بهذا البيت يختتم شاعرنا أحمد شوقي قصيدته اللطيفة .. فيضيف إلى معلومه الذي ظل يسرده في الأبيات الأربعة الأخيرة فيقول فيه أن الداعين إلى الخير ما يزالون يحاربون و ميدان الحرب هو صراعهم في سبيل إحقاق الحق و ما يزالون في صراعهم هذا منذ فجر التاريخ و ما زال الزمان مولعًا بإدخالهم في حروب تتلوها حروب .. و يا لها من غصة ..

أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم في هذا الموضوع .. و لكن القصيدة جميلة .. و تستحق عناء القراءة ..  و أعدكم في المرة القادمة أن أختصر و أن أنتقي قصيدة أقصر ..


بالنيابة عني و عن أختي و زميلتي روان ..
أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم ..

أما عن الأبيات المسابقة فهي 3 أبيات على البحر الطويل .. يطلب تشكليها بالحركات أو إرسالها منطوقة .. و إرسال اسم صاحبها برسالة مستعجلة .. لي أو لأختي روان  ..


طلبت فما الفيت للموت حيلــــــة ** ويعيا بداء الموت كــــــل دواء
ايا عجبا لــــلــــدهــر لا بل لريبه ** تخرم ريب الــدهر كل رجـــاء
ازور قبور المترفين فــــلا ارى ** بهاء وكانو قبل اهــــــــل بهاء



تقبلوا تحيتنا











حب الرسول صلى الله عليه و سلم باتباع سنته .. فكر فيها مليًا قبل ان تقول : "حبيبي يا رسول الله"



كم يستغيـث بنـا المستضعفـون وهـم قتلـى وأســرى فـمـا يهـتـز إنـسـان ؟

يــــا ربَّ أمّ وطــفــلٍ حــيــلَ بـيـنـهـمـا كــــمــــا تــــفــــرقَ أرواحٌ وأبـــــــــدانُ

وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كـأنــمــا هـــــي يــاقـــوتٌ ومـــرجـــانُ

يـقـودُهـا الـعـلـجُ لـلـمـكـروه مـكـرهــةً والـعـيــنُ بـاكـيــةُ والـقـلــبُ حــيـــرانُ

لمثـل هـذا يبـكـي القـلـبُ مــن كـمـدٍ إن كـان فــي القـلـبِ إســلامٌ وإيـمـانُ


أسأل الله ان يغفر ذنوبنا و يرفع عنا سخطه ..
و الله زنادقة .. لا يخافون الله .. و لا يستحون من خلق الله .. و لا يرحمونهم


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 2


* Rawan *

عضــو فضـي

إنَّ الليل زائل ..




مسجل منذ: 13-12-2007
عدد المشاركات: 1411
تقييمات العضو: 4
المتابعون: 11

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

13-04-2009 04:34 PM




أودّ التنبيه لإخوتي وأخواتي الرّاغبين بمشاركتنا في هذا الموضوع  - موضوع المسابقة -

إلى أننا سننتظر انتهاء تطبيق بحر الطّويل حتى بعد غد بإذن الله ثم ننتقل إلى البسيط ..

أما بالنّسبة إلى سؤال الجراح ... فالمطلوب :

1 - تحريك البيتين الثّاني والثّالث بالحركات الإعرابية المناسبة وإرسالها مكتوبة أو منطوقة .

2 - تقطيع أحد البيتين الثّاني أو الثّالث لأنني سأقطّع الأول وأحرّكه هنا ، فقط للتشجيع وللتّوضيح .

وهناك سؤال آخر لا علاقة له بالمسابقة أحببت إضافته فقط لتنشيط ذاكراتكم في الشّعر - طبعاً بعد إذن اليزن -

وسؤالي هو : من هو الشّاعر قائل هذه الأبيات ؟؟؟

وهذا تحريك وتقطيع البيت الأوّل :

طَلَبْتُ فَمَا أَلْفَيْتُ لِلْمَوْتِ حِيْلَــــــةً ** وَيَعْيَا بِدَاءِ المَوْتِ كُــــــلُّ دَوَاءِ

طلب تـ | فما أل في | تلل مو  | تحي لتن |              ويع يا | بدا  إل مو| تكل  لـ | دوا ئي |

//ه  /  | //ه  /ه  /ه | //ه  /ه  | //ه  //ه |                //ه /ه | //ه  /ه /ه  |  //ه  / |  //ه/ه  |
فعولُ  |  مفاعيلن  | فعولن  |  مفاعلن |              فعولن |  مفاعيلن  | فعولُ  |  مفاعلن |


.... بانتظاركم .... دمتم بخير             




بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ            وأهلي وإن ضنّوا عليَّ كرامُ

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 3


الجولاني

عضــو فضـي

لا إله إلا الله




مسجل منذ: 27-03-2008
عدد المشاركات: 1506
تقييمات العضو: 19
المتابعون: 30

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

14-04-2009 04:36 AM




الزميل الجراح ...

بعد التحية ... أوجه لك كل كلمات الشكر والتقدير على هذه الخطوة

الرائعة الرائدة ... من خلال تسليطكم الضوء أنت والأخت روان على ...

ركن أساسي من أركان الشعر العربي الأصيل....

شرح رائع وبأسلوب سلس ... مفهوم ...واضح للقصيدة الرائعة التي تفضلت

بإلقاء الضوء عليها....

كما أشكر الأخت روان على ما بذلته من جهد هنا وهناك .

وأنا هنا أتوجه بدوري بنداء للأخوة الأعضاء للمشاركة في الموضوعين المترادفين

فهناك ننهل العلم وهنا نطبق ما تعلمناه...

تفضلت الأخت روان بشرح واضح للبحر الطويل ووضعت أمام أعيننا .. ضابط ..

أو قانون .. أو دستور .. البحر الطويل ... وما علينا سوى تطبيق ماتم شرحه..

وهاهي قد قامت بخطوة عملية تطبيقية للبيت الأول المطلوب تقطيعه.

وما علينا إلا السير على نفس النهج مع مراعاة التفاوت بين بعض الجوازات...

فالمسألة ليست بمعجزة أو صعبة ... ولنفرض أننا أمام مسألة تتطلب تطبيق قانون

أو دستور.. والقانون موجود بين أيدينا... ( إلا اللهم إن كنا لا نستطيع تحريك الكلمات

فعندئذ تكمن المأساة ...)

أكرر ندائي لكم للتفاعل مع الموضوع ... وصدقاً سينعكس بالايجاب على

على بعض مما قد غفلناه أو نسيناه...

أكرر الشكر لأصحاب الفكرة وتحيتي لكم أنتم أيضاً.


الجولاني




نستطيع أن نقاطع مادمنا نعمل عقولنا ... لنتذكر أن لنا عدواً يتربص بنا وسيصطادنا يوماً إن تركناه
سنستمر ما دامت لنا إرادة لا تضعف أمام بعض متاع الحياة " المرفهة " المتمثلة في منتجاتهم تلك


لن ندفع نحن ثمن دمائنا ودموعنا ... بل هم من سيدفعون الثمن

لنبدأ معاً يداً واحدة ... كونوا معنا

حملة المقاطعة





ولا تنس ... لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وأين وضعه ...


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 4


ميــس

عضــو فضـي

بحبك يا حرية وبس




مسجل منذ: 14-10-2008
عدد المشاركات: 1070
تقييمات العضو: 29
المتابعون: 133

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

15-04-2009 10:00 PM





أخي اليزن:

أعدت ذاكرتي إلى أيام المدرسة.. القصيدة والشرح المبسط الذي انقطعت عنه فترة (أعدها طويلة على لغتي)... لكن أعجبتني الفكرة كثيراً وأتمنى أن تتابع... لا مشكلة في طول القصيدة أو قصرها...

لكن فلنعد نشعر بجمالية الشعر ومعانيه... وأسماء الشعراء وحياتهم... ولنشعر أننا لا زلنا نتعلم.. إن لم يكن علماً تعلمناه أو تخصصنا به فلنتعلمه الآن ولنجد من يشرح لنا...

أنا مع حبي للغة العربية إلا أنني أحبها قراءة نثراً وقصصاً وروايات والنحو والصرف بالتأكيد.. أكثر منها شعراً... وأخجل من تقصيري بحقها... والشعر بشكل أخص فيها... فغالباً ما لا يستميل الإنسان كثيراً لا يعطيه أهمية كبيرة من وقته فأنا لم أعطه حقه...

لكن سأتابع معكم.... وأنتظركم... وسأحاول أيضاً... (وكأي أستاذ لا تسخروا من طلابكم إن أخطؤوا...)


تحيتي لكما...
أختكم بنان







عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)


نادونا بالعرعوريين لمجرد أننا شكرنا العرعور في مظاهراتنا على موقفه من الثورة .. وبدؤوا ينسبوننا له .. ولم نقدسه ولم نسجد له ولم نبجله تبجيلاً ...... مع ذلك لا زالوا ينادوننا بالعرعوريين .. !
ولمجرد أن سألناهم .. بعد تأليه (مؤكد على القنوات الصادقة) وفي المظاهرات المؤيدة (سجود على الصور) .. سؤالاً استفهاماً واستنكاراً .. هل أنتم تعبدونه هو .. أم تحبون الوطن ؟ إن كنتم تحبون الوطن فما الجدوى من السجود على الصور .. وتسمية الشخص بـ(الرب) ؟! فتعالت الأصوات .. لماذا تنعتوننا بالكفار !!
أي كفرٍ نسبناه أ.. وأي نعت نعتناه !
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله



سوريا قبل آل الأسد : 

سنة ونصف من الحرية السياسية في سوريا 28/9/1961 م - 8/3/1963 (بين عهد الانفصال وقبل انقلابهم المقيت) :

عاشت سوريا خلالها فترة نادرة من الحكم النيابي ، حيث عادت الأحزاب إلى العمل السياسي العلني ، ومنهم الإخوان المسلمون ، وكان لهم صحيفة يومية ، وأجريت انتخابات تشريعية نجحت فيها شرائح من الإخوان ، وشرائح من البعثيين ، ومجموعة من الاشتراكيين ..

واختفى اسم المباحث أو المخابرات ، وصار الطلاب يكتبون على السبورة نكتاً ثقيلة جداً على أعضاء الحكومة وعلى رئيس الجمهورية والوزراء ولم يصب أحد منهم بأذى ، وكان كل مواطن يعبر عن رأيه بحرية تامة دون أن يحاسب ..

يخافون على سوريا دون حكم آل الأسد .. ونحن نخاف على سوريا تحت حكمهم ..

ستعود أيام حريتك يا سوريا ..
 


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 5


طوق الياسمين

عضو ذهبي


يا رب...




مسجل منذ: 11-09-2008
عدد المشاركات: 2853
تقييمات العضو: 36
المتابعون: 150

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

17-04-2009 11:13 AM




لقد تابعت الموضوع منذ بدايته و كنت متشجعة و لا زلت ....
و رغم التواصل مع الأخت العزيزة روان كان لابد أن أُسطّر هنا بضع كلمات شكر لك فما تقوم به هنا لا يقل فائدة عن ما تقوم به روان هناك


لكما معاً كل الشكر و التقدير
و سأتابع معكم بإذن الله إلى النهاية
و في المرات القادمة سيكون التقطيع علني فقد امتلكت بعض الثقة في هذا المجال و الفضل للأخت روان بشرحها المبسط و صبرها


أكرر الشكر لكما
ادعو لكما بالتوفيق دائماً
   





بسم الله الرحمن الرحيم
"  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)"


{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
صدق الله العظيم


ربِّ .. يقولونَ أنَّ حلمي مستحيل..  وأنا أصبحُ وأمسي على يقين.. أنكَ على كلِ شئٍ قدير.





أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 6


*أبو عبيدة*

عضــو فضـي

قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين




مسجل منذ: 08-03-2008
عدد المشاركات: 1082
تقييمات العضو: 128
المتابعون: 151

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

17-04-2009 06:27 PM




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

أخوتي الأكارم .. هواة الأدب الأصيل و أحباب اللغة العربية المشرفة .. اليوم نحن بصدد الحديث عن إحدى قصائد البحر البسيط .. و كنت قد احترت في البحر البسيط ماذا اختار ؟؟ و لكن شذرة كتبتها أختي روان ألهمتني بالحديث عن لامية العجم للطغرائي .. و هي إحدى أبدع ما قرأت .. لغةً و فصاحةً و معانٍ .. في هذه القصيدة مزائج من فنون الحكمة .. و ألوان من الفصاحة العربية .. و أطياف من البديع و البلاغة .. رغم أن الطغرائي ليس بالعربي الأصل .. و إنما هو أعجمي فصيح العربية .. و سبحان الله .. فقد غلب الكثير من أهل اللغة في فصاحتهم ..

الطغرائي أحد شعراء العصر الفاطمي.
455 - 513 هـ / 1063 - 1120 م
الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي.
شاعر ، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته.
ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك ، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله.
ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء .
وللمؤرخين ثناء عليه كثير.
له (ديوان شعر – تم طبعه)، وأشهر شعره (لامية العجم) التي اقتبست منها الأبيات التالية الذكر و قد شرح لامية العجم الصلاح الصفدي عندما ترجم ناظمها و قال في شرحها أن الطغراء من طغرى و هي كلمة عجمية استعملها العرب للدلالة على النقش المكتوب بالقلم الغليظ على طرة السلطان و قال الزبيدي في تاج العروس أنها من أصل تتري استعمتلتها الروم والفرس .
وله كتب منها (الإرشاد للأولاد – تم تخريجه)، مختصرة في الإكسير.



أترككم مع القصيدة :

أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَل  ***** وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَلِ
حلوُ الفُكاهِةِ مُرُّ الجِدِّ قد مُزِجتْ  ***** بقسوةِ البأسِ فيه رِقَّةُ الغَزَلِ
حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه  ***** عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ
رضَى الذليلِ بخفضِ العيشِ يخفضُه  ***** والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُلِ
لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَىً  ***** لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمِعاً  *****  والحظُّ عنِّيَ بالجُهَّالِ في شُغُلِ
لعلَّهُ إنْ بَدا فضلي ونقصُهُمُ  *****    لعينهِ نامَ عنهمْ أو تنبَّهَ لي
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها  *****  ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ



أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَل  ***** وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَلِ
هذا البيت هو مطلع لامية العجم و هذا البيت لا يقوله إلا أهله , و هو مذمة في غير أهله لو قيل فيهم فأصالة الرأي لا تكون لكل من هب و دب و أنا أقرأ أصالة الرأي هنا على أنها الحكمة من وحي التجربة و ليست الذكاء أو حسن التعليم.
معنى البيت هو أن أصالة الرأي و الحكمة و الخبرة تقي صاحبها الخطل. و الخطل هو العجلة و الخفة .. و يقال رجل أخطل أي متسرع أحمق و على هذا فإن الخطل يقرب مما نسميه اليوم بالتهور .. و قد تأتي في المدح فنقول رجل أخطل اليدين , أي جواد مسارع في العطاء و البذل, و حلية الفضل أي الفضيلة و التحلي بأخلاق المروءة و الفضيلة و اجتناب خوارمها و نواقضها تزين المرء حين يكبو و كما نعلم فلكل جواد كبوة .. و لعل الشاعر قصد في عجز البيت هذا أنه في المواقف التي تنكس فيها و كبا كبوته كانت فضائل أخلاقه تزينه و أجد أن كلمة "زانتني" لا تحمل تفسيرًا واحدًا و لكني أرى أن حلية الفضل زانته و كأنها زينة تستر عليه عطله , و أنا أرجح هذا الوجه لوجود لفظة "حلية" فيكون المعنى أتم و يكون السياق أنسق.

حلوُ الفُكاهِةِ مُرُّ الجِدِّ قد مُزِجتْ  ***** بقسوةِ البأسِ فيه رِقَّةُ الغَزَلِ
الله أكبر .. و الله إن هذا البيت ليعجبني و إني ممن يحبذون هذا الطبع في الرجال. فالمراوحة بين الفكاهة اللطيفة و الظل الخفيف و بين الجد الحازم و القول الصارم هو أمر يستعصي على كثير من الرجال. فتجدهم إما متساهلين على الدوام أو متشددين متعنتين على الدوام. و لكن لهذا الطبع ضابط .. و ضابطه هو الحكمة في انتقاء وقت الهزل و وقت الجد فالهزل وقت الجد يخرم المروءة و الجد وقت الهزل يقسي الطباع و ينفر الأصحاب. و أعتقد أن النساء يحببن هذا الطبع في الرجل إن وجد, أي أن يكون هازلاً مازحًا لطيفًا ينمق الغزل و يصيغ الشهد من الكلام في أوقات المزاح و ينقلب غضنفرًا شديد البأس عند الشدائد و المهمات.

حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه  ***** عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ
هذا واضح لا لبس فيه .. فالجبان الذي يجعل سلامته اكبر همه و مبلغ انشغاله لن يجرؤ على ركوب الأخطار و تعريض نفسه للخطر في سبيل الوصول إلى المعالي , بل سيظل كسولاً جاثمًا في مكانه.

رضَى الذليلِ بخفضِ العيشِ يخفضُه  ***** والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُلِ
و هذا البيت من الفصاحة و البلاغة في التعبير و الكناية بمكان .. فهو يأتي بعد سابقه بتبيان و التفاتة لعواقب الكسل , فالذليل يرضى بالعيش الرديء و الذي لن يزيده إلا رداءة .. في حين أن العز في السفر و التغرب و التنفع بمنافع الأسفار و قد كنى شاعرنا عن الأسفار هنا برسيم الأينق الذلل .. و الأينق هو جمع مهجور لناقة .. فالناقة تجمع على نوق و أنياق و أنواق و أينق ... و لعل جمع الناقة على أينق هو الأفصح شعرًا فقد شاع استخدامه في ما قرأت من الأشعار .. على خلاف أنواق و أنياق .. و يقال ناقة رسوم .. أي أنها ناقة ترسم خطاها على الأرض لحثها السير .. و يقال أرسم الناقة أي حملها على السير بسرعة و كلمة "ذلل" هنا للدلالة على إطاعتها لراكبها و سيرها على رأي سائسها .. فيكون المعنى أن العز يبدأ عند النوق الأصيلة التي تحمل عناء السفر و ترسم خطاها على الأرض لسرعتها و قوتها في حين أنها ذليلة مع صاحبها طائعة له .

لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَىً  ***** لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ
هذا البيت كله استعارة تمثيلية, حيث أتى الشاعر بهذا المثال لا مبرهنًا على أن الإختباء و التواري لا يأتي بالأمجاد و إنما مقرعًا و موبخًا للجبناء المتقاعسين فلو كان الاختباء و التآوي هو الطريق لبلوغ الأمنيات كانت الشمس أول السباقين إليه و لكانت بقيت في مكانها, و لعله عندما قال دارة الحمل قصد الموضع الذي يكون فيه برج أو كويكبة الحَمَل و هو برج من الأبراج الفلكية المعروفة في السماء. أي أن الشمس لو عرفت أن الاختباء طريق المعالي لكانت ظلت ثابتة في دارة الحمل لا تفارقه .

أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمِعاً  *****  والحظُّ عنِّيَ بالجُهَّالِ في شُغُلِ
في هذا البيت لفظ يذكرني دومًا بلفظة من ألفاظ البدو التي تحمل معانِ الأصالة. و هي لفظة "أهبت" و معناها أنه يقيم لمن يناديه الهيبة و الإجلال .. و معنى البيت أن الشاعر يشتكي من انشغال الحظ و غيابه عنه في حين انه يلازم الجهال و ينشغل بشؤونهم -  وهذا مجاز واضح – و أن لو كان الحظ مستمعًا إليه لكان أقام له هيبته و أكرمه و أكرم ندائه ...

لعلَّهُ إنْ بَدا فضلي ونقصُهُمُ  *****    لعينهِ نامَ عنهمْ أو تنبَّهَ لي
هذا البيت هو عطف على ما سبقه فيقول فيه بعد شكواه من الحظ أنه لو بدا للحظ و شاهدت عيناه – و هذه استعارة -  فضله و علمه و ما هو عليه من حسن أخلاق و عمل و نقص الجهال و ما هم عليه من النقائص و الخسائس لكان اختار أحد أمرين .. إما أن يغمض عينه عنهم و يتوقف عن الوقوف إلى جانبهم أو أن يتنبه له و يقف إلى جانبه و يحالفه.

أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها  *****  ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ
أوردت هذا البيت لا لأشرحه بل لأعقب عليه .. كلنا نردد هذا البيت .. و كلنا نحفظ معناه عن ظهر قلب .. و ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .. و لكني ما سمعته قط إلا من متشائم أو متكاسل أو متواكل .. فالحياة جميلة .. و هي رغم مصاعبها حلوة .. و رغم مراراتها و شقائها فإن لذة الإنجاز و نشوة الوصول للغايات تسعد الرجل سعادة ما بعدها سعادة و تغمره نشوة و فرحًا تنسيه المصاعب التي واجهها إلى حين الوصول .. و لكن المتكاسل المتواكل يظل يطلب الأمجاد و هو قاعد لا يعمل .. ثم يأتي ليشتكي و يقول "أعلل النفس بالآمال .... " و ما أوقحها من آمال أن يأمل المرء ما لم يحث السعي إليه .

و هذا الشرح أقدمه لكم على جهلي و ضعفي ... فما كان من صواب فهو من الله وحده و ما كان من خطأ فهو من نفسي الخاطئة .. صوبوه لي .. صوب الله عثراتكم ..



السؤال الثاني في المسابقة من عدة بنود ..
و أذكركم بأن المسابقة من 16 سؤالاً .. لكل بحر سؤال .. و سأحاول قدر المستطاع تنويع الأسئلة و تجميلها ..
و أول بند في السؤال :
1-في البيت السادس مما انتقيت من القصيدة "لعله إن بدا .. " أشرت إلى استعارة .. و لكنني لم أشر إلى نوعها "مكنية أو تصريحية" .. و الطلب هو : ما هو نوع هذه الاستعارة .. مع شرح الفرق بين الاستعارة المكنية و الاستعارة التصريحية ؟؟
2-في الأبيات عدد من الاستعارات و التشابيه .. بين 3 منها ..
3-قطع و اشرح بتبسيط بيتًا من الأبيات الأربع التالية:

مُلْكُ القناعةِ لا يُخْشَى عليه ولا  *****    يُحتاجُ فيه إِلى الأنصار والخَوَلِ
ترجو البَقاءَ بدارِ لا ثَباتَ لها  *****    فهل سَمِعْتَ بظلٍّ غيرِ منتقلِ
ويا خبيراً على الأسرار مُطّلِعاً  *****    اصْمُتْ ففي الصَّمْتِ مَنْجاةٌ من الزَّلَلِ
قد رشَّحوك لأمرٍ إنْ فطِنتَ لهُ  *****    فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ


تقبلوا تحيتي









حب الرسول صلى الله عليه و سلم باتباع سنته .. فكر فيها مليًا قبل ان تقول : "حبيبي يا رسول الله"



كم يستغيـث بنـا المستضعفـون وهـم قتلـى وأســرى فـمـا يهـتـز إنـسـان ؟

يــــا ربَّ أمّ وطــفــلٍ حــيــلَ بـيـنـهـمـا كــــمــــا تــــفــــرقَ أرواحٌ وأبـــــــــدانُ

وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كـأنــمــا هـــــي يــاقـــوتٌ ومـــرجـــانُ

يـقـودُهـا الـعـلـجُ لـلـمـكـروه مـكـرهــةً والـعـيــنُ بـاكـيــةُ والـقـلــبُ حــيـــرانُ

لمثـل هـذا يبـكـي القـلـبُ مــن كـمـدٍ إن كـان فــي القـلـبِ إســلامٌ وإيـمـانُ


أسأل الله ان يغفر ذنوبنا و يرفع عنا سخطه ..
و الله زنادقة .. لا يخافون الله .. و لا يستحون من خلق الله .. و لا يرحمونهم


أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 7


* Rawan *

عضــو فضـي

إنَّ الليل زائل ..




مسجل منذ: 13-12-2007
عدد المشاركات: 1411
تقييمات العضو: 4
المتابعون: 11

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

19-04-2009 04:54 PM




أخي اليزن

اختيار موفّق وصائب

قصيدة الطّغرائي مميزة جداً فهي إضافة إلى جمالها (كشعر )

تحمل من معاني الحكمة أسماها وأعتقها ..

واسمح لي أن أضيف بضعة أبيات أخرى هدية للأعضاء (للقراءة والاطلاع فقط )


إن العُلَى حدَّثتِني وهي صادقةٌ ***** في ما تُحدِّثُ أنَّ العزَّ في النُقَلِ

لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلةٌ ***** فكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِ

غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها ***** فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبتَذَلِ

وعادةُ النصلِ أن يُزْهَى بجوهرِه ***** وليس يعملُ إلّا في يدَيْ بَطَلِ

تقدَّمتني أناسٌ كان شَوطُهُمُ ***** وراءَ خطويَ إذ أمشي على مَهَلِ

هذا جَزاءُ امرئٍ أقرانُه درَجُوا ***** من قَبْلهِ فتمنَّى فُسحةَ الأجلِ

وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَبٌ ***** لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمس عن زُحَلِ

فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجِرٍ***** في حادثِ الدهرِ ما يُغني عن الحِيَلِ

أعدى عدوِّكَ أدنى من وَثِقْتَ به ***** فحاذرِ الناسَ واصحبهمْ على دَخَلِ

وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها ***** من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ

وحسنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَزَةٌ ***** فظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِ

غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ ***** مسافةُ الخُلْفِ بين القولِ والعَمَلِ

وشانَ صدقَك عند الناس كِذبُهمُ ***** وهل يُطابَقُ معوَجٌّ بمعتَدِلِ

إن كان ينجعُ شيءٌ في ثباتِهم ***** على العُهودِ فسبَقُ السيفِ للعَذَلِ

يا وارداً سؤْرَ عيشٍ كلُّه كَدَرٌ ***** أنفقتَ عُمرَكَ في أيامِكَ الأُوَلِ

فيمَ اعتراضُكَ لُجَّ البحرِ تركَبُهُ ***** وأنتَ تكفيك منه مصّةُ الوَشَلِ




أحييك أخي وأشكر جهودك ...

وبانتظار تفاعل الأعضاء مع الطغرائي والبحر البسيط

... ودمتم بعناية الرحمن ...




بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ            وأهلي وإن ضنّوا عليَّ كرامُ

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 8


دلع الانوثة

جامعـي اســتثنائي

سأعود يوما




مسجل منذ: 08-03-2008
عدد المشاركات: 870
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 11

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

22-04-2009 09:00 AM




سرني ان اكون اول المشاركين هنا بخطأي وجهلي وضعفي


تقبلوني هنا وغايتي هي المعرفة والتعلم

ومن لم يخطألا يتعلم ومن هذا المبداء


ابدء

اما عن الاسئلة التي تم طرحها من قل الاخ اليزن سأخذ منها البند الثالث من السؤال الثاني

اما عن يقيت الاسئلة التي تم طرحها لا يوجد لدي اي معلومة عنها  فعذرا كثيرا


  ولقد اخترت البيت الثاني لكي اشرحه واقطعه


والشرح هوة


نتمنى الخلود بدار غير دائمة  ********* فهل سمعنا بأن أحد لن يرحل ويترك هذه الدار



والتقطيع اكيد رح اشتغل عالبحر البسيط


مستفعلن      فاعلن          مستفعلن                فاعلن

ترجو البَقاءَ بدارِ لا ثَباتَ لها

ترجو لبقـ  /اءبي د    / ارن ل ا ثبـ  / ت  الـ ها


/ْ/ْ//ْ                      /ْ//ْ                /ْ/ْ//ْ            /ْ//ْ


فهل سَمِعْتَ بظلٍّ غيرِ منتقلِ


فهلـ سمي عـ  /تبي ظلـ/لن غيرام /و متنقل
                             

/ْ/ْ//ْ                          /ْ//ْ                    /ْ/ْ//ْ              /ْ//ْ


تقبلوني بخطائي ودمتم


ولكم مني كل الاحترام




yes  I,m different..........

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 9


* Rawan *

عضــو فضـي

إنَّ الليل زائل ..




مسجل منذ: 13-12-2007
عدد المشاركات: 1411
تقييمات العضو: 4
المتابعون: 11

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : بحور الأدب على ميزان الذهب من أشعار العرب ..

22-04-2009 04:48 PM




إخوتي .....

بالنسبة إلى أسئلة الجراح على البحر البسيط :

هناك أمر يحتاج التوضيح ، في السؤال الأول :

( في البيت السادس مما انتقيت من القصيدة "لعله إن بدا .. " ) المقصود " لعله إن بدا لعينه .."

خطأ بسيط أخطأه الجراح وقد نبهته برسالة ليعدل الطلب لكنه أراد ان يكون التنبيه بردّ منفرد

لينتبه الجميع ...


بالنسبة إلى الأسئلة في البلاغة الأمر بسيط جداً وستتداركه الأخت لوليتا في موضوع آخر

لشرح البيان والبديع ... ليكون عملنا متكاملاً لايشوبه نقص أو خلل ( والكمال لله)

ولتكون معلوماتكم متكاملة أيضاً ....


هديتنا هذه مشتركة وموجهة للأقلام التي تكتب في البوح الصادق ... والتي ستكتب

وإلى كل من يعنيه أمر لغتنا الغالية سواء أراد العلم أم الثقافة ....

نسأل الله أن يفتح علينا فتوح العارفين به وأن يبلغنا غايتنا ويرزقنا لوجهه الإخلاص

أحييكم جميعاً .... و دمتم لأمتنا ذخراً وأملاً





بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ            وأهلي وإن ضنّوا عليَّ كرامُ

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 10


jaad

جامعـي نشـيط





مسجل منذ: 29-09-2008
عدد المشاركات: 173
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 2

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

hii

26-04-2009 12:39 PM




الصراحة لقد اصبحنا بحاجة الى  الكثير من هي الأشياء والشعر يلي لازم  يزيد من تزكيرنا بماضينا وحضارتنا شكرا للمشاركة الحلوة من قبلك يا صديقي  





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
صفحة 1 من 2  1 2->
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة