[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
برنـامج امتحان الفصل الأول نهائي/قسم المكتبات - 2013/2014
غاز السارين Sarin gas ( الأعراض, العلاج والارشادات )
أحكام فقه الجهاد
تـعـلـيـمـات فـي حـال اسـتـخـدام الآسـلـحـة الـكـيـمـاويـة
الى طلاب كلية التربية ... بجامعة دمشق
ان كانت لديك اية مشكلة تقنية نحن بالخدمة ان شالله (( العدد الثالث 2012- 2013))
منح دراسية من الاتحاد الأوروبي للسوريين
شروط القيد في درجة الماجستير بكلية التربية
عريضة لعميد كلية الاقتصاد ليتم اعادة مواد يومي 27-28
سوريا بخير..



  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> الـمـنـتــديـــات --> المنتديــات الأداريــــة --> سلة المواضيع المنقولة
    عمالة الأطفال في سوريا
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


.عمالة الأطفال في سوريا


ahmad3.84

جامعـي جديــد




مسجل منذ: 21-09-2009
عدد المشاركات: 7
تقييمات العضو: 0

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

عمالة الأطفال في سوريا

21-09-2009 11:42 PM




عمالة الأطفال في سوريا.

جبرتهم الظروف على التوقف عن اللعب فتخلوا عن طفولتهم سعياً وراء لقمة العيش. مارسوا أعمال الكبار بشروط السوق، وتعرضوا للعنف والقمع حتى أصبحوا بحق أطفال شقاء وحرمان.... فلم يعرفوا شيئاً عن طفولتهم تحت ظروف أسرية صعبة
تركوا المدارس، انطلقوا نحو ورش الخياطة والنجارة ومصانع الأحذية وإصلاح السيارات.هناك لا أحد يرحم طفولتهم أو يشفق عليهم، ولا بد أن يدفع الطفل من كرامته وحريته وأدميته الكثير مقابل مبلغ ضئيل من المال.!!!
وعلى الرغم من مدى قسوة ظاهرة العمالة وتزايد أعداد الأطفال المتضررين منها، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي إحصائيات دقيقة عن أعداد الأطفال العاملين؛ ويرجع هذا القصور إلى عدم وجود تعريف موحد للظاهرة. فيرى البعض أن التحديد يقتصر على من يعمل من الأطفال نظير أجر، بينما يرى البعض الآخر أنه يشمل من يعمل داخل نطاق الأسرة بدون أجر.
- وترتبط ظاهرة عمالة الأطفال وجوداً وعدماً بدرجة تقدم المجتمع وتخلفه، وتبدو أكثر انتشارا في دول العالم الثالث على الوجه الخصوص، كما تتناول وتختفي باختفاء المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وبمدى احترام ذلك المجتمع للتشريعات والقوانين المنظمة له.
- أشارت بعض التقارير الدولية إلى وجود هذه الظاهرة بكثافة في قارة آسيا يليها قارة أفريقيا اللاتينية.
- بينما تشير هذه التقارير إلى أن بعض المناطق تكاد تخلو من هذه الظاهرة، مثل أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا، كما لا يوجد لها وجود على الإطلاق في مناطق أخرى من العالم مثل اليابان والصين؛ إلا أنه يجب النظر بحذر إلى الإحصائيات التي تتعرض لمثل هذه الظاهرة، نظراً لعدم توحيد أسلوب الإحصاء المستخدم على مستوى العالم، فالإحصاءات تختلف فيما بينها من حيث بداية المرحلة العمرية فبعض الدول تبدأ إحصاءها من مرحلة الست سنوات والبعض الآخر يبدأها من سبع سنوات أو ثماني سنوات، كما تختلف أيضاً في المرحلة التي تنتهي عندها ذلك الإحصاء، فينتهي أحياناً عند اثني عشرة عاماً أو خمس عشرة عاماً.
- الخلفية الأسرية للأطفال العاملين:
- لخصائص الأسرة أثر في تشكيل حياة الطفل، وفي تحديد مسار حياته ومن خلال التنشئة الاجتماعية، تقوم الأسرة بدور أساسي في تكوين شخصية الطفل، وفي إكسابه قيم وعادات وتقاليد لها تأثيرها في توجهاته نحو مختلف جوانب الحياة.
- لذا سنستعرض فيما يلي الخصائص التي تتميز بها أسرهم:
1- تركيب الأسرة:
الأسرة تنقسم إلى فئتين- أسرة تراوح عدد أفرادها ما بين فردين وستة عشر فرداً تضم فيها أقارب الزوج أو الزوجة، وأسرة يتراوح عدد أفرادها ما بين 5 إلى 6 أفراد ويرتفع نسبياً عدد الأبناء بين هذه الأسر.
2-المستوى المهني للآباء:
وخبراتهم المكتسبة، تؤثر إلى حد كبيرة في توجهات الأبناء وفي مسارات حياتهم، فمن هؤلاء الآباء العمال اليدويين وعمال الخدمات والباعةوالمزارع الصغيرة، ومفاد ذلك أن أرباب هذه الأسر ينتمون إلى الفئات الدنيا،وقد كان لهذه الخلفية تأثير واضح في مستقبل الأطفال.
3- المستوى التعليمي لأفراد الأسرة:
علينا ألا نغفل أثر تدني مستوى تعليم الآباء في اتجاههم نحو تعليم أبنائهم. وعلى وجه الخصوص، عندما يتعثر الأبناء في مراحل التعليم الأولى، عندئذ يتأثر الآباء بخبراتهم الذاتية ويتجهون إلى إلحاق الأبناء بسوق العمل، لكي يتعلمون حرفة مماثلة لحرفهم أو تقاربها في المستوى.
4-المستوى الاقتصادي للأسرة:
نظراً للصعوبات التي تواجه دراسة المستوى الاقتصادي للأسرة، وعلى وجه الخصوص في مجال الداخل، فهناك بعض المؤشرات التي يمكن الاستعانة بها لمعرفة ذلك المستوى منها:
1- الملكية: تكون محدودة جداً تتمثل في منزل صغير شبه ريفي، أو بضعة قراريط من الأرض الزراعية يزرعها بعض أفراد الأسرة وعدداً ضئيلاً من الماشية.
2-دخل الأسرة: فمن الملاحظ أنه يصعب معرفته من خلال الأطفال لجهلهم به.
3- المسكن: إن معظم المساكن تكون مؤجرة وبعضهم يقيم في مساكن إيواء مؤقتة، وان حجم المسكن صغير بالنسبة لعدد أفراد الأسرة وقد تصل إلى حجرة واحدة لأسرة يتراوح عددها ما بين 4الى 6 أفراد.
4-مشكلات الأسرة: فهناك مشاكل أسرية يعاني منها الأطفال وأغلبها تكون ذات طابع اقتصادي،أي ترتبط بمواجهة إنفاق الأسرة ثم مشكلات مرتبطة بالعمل وأخيراً تلك التي تنشأ عن المرض.
الأسباب الحقيقية وراء ظاهرة عمالة الأطفال:
تتعدد الأسباب وتتشعب، ولكنها متداخلة ومتشابكة ومترابطة فيما بينها، مما يجعل المشكلة صعبة الحل، فعمالة الطفل في وجودها من حيث الانتشار لوجود أسباب كثيرة منها الفقر والجهل والتكافل الاجتماعية وعلاقة البيت بالمدرسة وغيرها من العوامل.
أولاُ- الفقر:
هذا السبب من الأسباب التي تتعلق بدول العالم النامية، حيث أن العائلات بحاجة ماسة إلى الدخل والدعم الذي يوفره عمل الأطفال، ففي بعض الأحيان يكون اجر الطفل بمثابة المصدر الوحيد، أو الأساسي للدخل الذي يكفل إعالة الوالدين أو أحداهما ويوفر الاحتياجات الأساسية التي يعجز الكبار عن توفيرها؛ خاصة الأطفال الذين يفقدون الوالد ويعيشون في كنف أمهاتهم من الأرامل والمطلقات.
- وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة بين البالغين وخاصة في الأعمال والصناعات والحرف التي لا تتطلب تأهيلاً محدداً أو جهداً خاصاً من قبل العامل.
ثانياً مشاكل الدراسة:
تعد من الأسباب الهامة التي تسهم في دخول الطفل سوق العمل ومن المشاكل التي تواجهه:
1- سوء التكيف الاجتماعي: أي عدم مقدرة الطالب على التكيف مع المجتمع المحيط به. ولا يكفي على احد ما يحتاجه الطفل من حب وتقدير وغيرها من الاحتياجات.
2- التأخر الدراسي: أي عدم مقدرة الطالب للوصول إلى المرحلة التي وصل إليها من هم في نفس المرحلة والعمر والفصل وأسبابها.
الضعف العقلي والعضوي
الجو العائلي المشحون بالفوضى
ضعف المستوى الاقتصادي للأسرة
عدم التفات العائلة إلى ما يعانيه أبناؤها في الدراسة
3-التغيب والهروب من المدرسة: (ظاهرة التسرب من المدرسة):
• هناك آراء تفسير ظاهرة التسرب إلى إسنادها لقلة وعي الآباء لقيمة التعليم، وانخفاض مستوى تعليمهم وقد يبدو هذا التبرير منطقياً، وذلك إذا نظر إلى الظاهرة نظرة مجردة وبعيدة عن إطار الظروف والواقع الاجتماعي بهذه الفئة الاجتماعية. غير أن التحليل في رأينا يجب أن يذهب إلى أبعد وأعمق من ذلك ونرى أن هناك أمور هامة تدعو للـتأمل مثل عملية الالتحاق بالتعليم.
• لوحظ أن الغالبية العظمى من الآباء قد رغبوا في تعليم أبنائهم وإلحاقهم بالتعليم بالفعل، ولكن هناك دواع تالية للالتحاق أسهمت في تسرب الأطفال وفقاً للأسباب التالية: (كراهية الطفل للمدرسة،الفشل وعدم الرغبة في التعليم وضعف في الفهم والإدراك،ضرب المدرسين،سوء المعاملة في المدرسة وعدم اجتذابها للتلاميذ،عدم تكيف الطفل مع زملائه وتأثره بصحبة السوء).
• وهناك أسباب اقتصادية ساعدت عل عملية التسرب منها: أعباء نفقات التعليم حيث أنها تمثل عبئاً كبيراً على الأسرة مثال "الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية، الكتب والأدوات المدرسية، مصاريف بعض الأنشطة المدرسية، الملابس........................"
ثالثاً الجهل:
- للجهل دور في وجود عمالة الأطفال لا يقل عن دور الفقر فأكثر الأطفال العاملين في المناطق الفقيرة في مدينة حلب حيث ينتشرا لجهل وانعدام الاهتمام بالمدارس والأساليب والوسائل التعليمية.
رابعاً غياب الضبط الاجتماعي:
- أي انعدام آلاليات التي تنقل القرارات الدولية والإقليمية في سطور الأوراق إلى حيز التنفيذ، وهذا ما يؤدي إلى الانفلات الحاصل في كثير من القضايا الاجتماعية ومناهضة عمالة الأطفال، التي بدأت تشغل الرأي العام العالمي، لما تشكله من صورة مأساوية لملايين من الأطفال. ومع ذلك هذا يغيب الضبط الاجتماعي، والتحرك الفعلي من قبل الدول والمجتمعات، للحد من هذه المشكلة وحماية الطفل من المجرمين.
- فعندما يغيب العقاب الذي تفرضه المجتمعات تزداد جرائم هؤلاء المجرمين في حق الطفل وبالتالي في حق الإنسانية.
- كما أن المستوى التعليمي للوالدين يؤثر بشكل كبير على توجهات الأبناء، وكذلك هجرة رب الأسرة للعمل خارج البلاد وللبحث عن مصدر رزق،وضعف الجدوى الاقتصادية للتعليم، وضعف الأجور للعاملين في قطاع الدولة، كلها تعد أسباباً اجتماعية لها دورها السلبي في انتشار هذه الظاهرة.
خامسا العوامل السكانية:
• يسعى البعض إلى الربط بين عمالة الأطفال وبعض الظواهر السكانية مثل ارتفاع معدلات الإنجاب والهجرة من الريف إلى المدن،كما أن زيادة عدد أفراد الأسرة يؤدي إلى تدني متوسط الدخل وهذا بدوره يسهم في انتشار هذه الظاهرة، حيث تشير الدراسات إن متوسط الأسرة التي بها أفراد يبلغ 03000ليرة سورية شهرياً، وأن هذا يدفع الطفل للعمل ليساهم بحوالي 1000ليرة سورية شهريا هو وإخوته. كما تزداد المشكلة تعقيدا إذا وجد مريض داخل الأسرة.
سادساً انخفاض المستوى التكنولوجي:
• قد يكون هناك ارتباط بعض الشئ بين عمالة الأطفال وبين انخفاض المستوى التكنولوجي في القطاعين الزراعي والصناعي،فضلاً عن انخفاض أجور الأطفال وكفاءتهم في أداء بعض الأعمال مثل جمع القطن والأعمال المساعدة في الورش الصناعية،ومما لا شك فيه أن هذه الطائفة من العوامل التي تسهم بالفعل في إيجاد البيئة الاجتماعية والاقتصادية الميسرة لظهور ولدعم ظاهرة عمالة الأطفال، إلا أن هذه العوامل في مجملها لا تعدو أن تكون من عوامل جذب، ولا يصح بالتالي اعتبارها عوامل أساسية تؤدي إلى إحداث الظاهرة،إلا أنه لوحظ أن الأسباب المنتجة لهذه الظاهرة والمؤدية إلى إحداثها،إما أن تكون عوامل تعليمية أو عوامل ذات طابع اقتصادي.وان أكثر الأسباب تأثيراً في الظاهرة هي الأسباب المتصلة بالجانب التعليمي، وعلى وجه التحديد الفشل في التعليم ويليه الرغبة في تعلم صنعة كبديل للتعليم، ويلي هذين السببين رغبة الطفل في الحصول مال ينفقه على متطلبات الشخصية.
- كما هناك بعض الأسباب الفرعية مثل: العمل أفضل من اللعب في الشارع، أو عدم الرغبة في الجلوس بالمنزل، أو بسبب وفاة احد الوالدين، أو الرغبة في التجهيز للزواج "بالنسبة للفتيات" أو أن الأهل أرادوا ذلك.
- وبعد، فمع التسليم بأن عمالة الأطفال تعتبر ظاهرة خطيرة في حد ذاتها، إلا أنها في الوقت ذاته تفجر قضايا متعددة تقترن بها لا تقل عنها خطورة.وان الأمر ليدعو إلى رؤية شاملة ينبغي التصدي لها من خلال سياسات اجتماعية تهتم بمصالح الفئات الدنيا في المجتمع.
تقسيم أعمال الأطفال:
- إن كل عمل يقوم به الإنسان،ومهما بلغ من درجات اليسر والسهولة،فإنه ولا شك له متطلبات وحاجيات يجب أن يلبيها الإنسان، كي يتم تنفيذ هذا العمل هذه المتطلبات يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية: متطلبات بدنية،ذهنية،عصبية.
- وبناء على هذا التقسيم للمتطلبات يمكننا أن نقسم الأعمال إلى ثلاث فئات رئيسية أيضاً، وهي:
1- أعمال بدنية: وهي التي تتطلب مقدرة بدنية عالية،كحمل الأثقال، والبناء وغيرها.........
2- أعمال عصبية: وهي التي تتطلب تركيزاً عالياً خلال وقت العمل، مثل العمل في المخابز والخياطة........
3- أعمال ذهنية: وهي التي تتطلب مستوى ذهنياً معيناً من الشخص الذي يقوم بها،مثل تصليح الأدوات الإلكترونية والتعامل مع أجهزة الحاسوب..
- تمنع بعض الدول تشغيل الأحداث في مثل هذه الأعمال،و الحدث هو مصطلح قانوني يقصد به ذلك الإنسان الذي ينتمي إلى الشريحة العمرية الممتدة من سن 12الى 17 سنة،أي أن الحدث من الناحية التربوية والنفسية قد تعدى سن الطفولة وعلى ذلك الأساس فإن الطفل يكون غير مؤهل قانونياً للقيام بمثل هذه الأعمال.
*الطفل في محيط العمل *
• نتناول فيما يلي طبيعة عمل الطفل، وكافة الظروف في إطار تنظيم العمل والعلاقات الاجتماعية المحيطة به.
أولاً: اتجاه الطفل للعمل:
• سبق أن تناولنا الأسباب التي تدعو الأطفال للتسرب من التعليم وتلك التي تدعوهم للانخراط في سوق العمل، وهنا تتبع الظروف والملابسات التي تحيط باتخاذ القرار وبالبحث عن العمل ثم الانخراط الفعلي فيه.
*سن بداية العمل:
• كما أشرنا أن قوانين العمل تحظر تشغيل أو تدريب الأطفال قبل بلوغهم اثنتي عشر سنة ومع ذلك فهناك بعض الدراسات أشارت إلى سن بداية عمل الذكور قد تراوحت ما بين 6 سنوات و15 سنة، وتراوحت سن بداية عمل الإناث ما بين 6 سنوات و14 سنة،وهنا يلاحظ الأطفال من الذكور والإناث قد انخرطوا في سوق العمل قبل بلوغ السن القانونية.
*قرار العمل:
• فقرار الالتحاق بالعمل قد يرجع إلى الطفل ذاته، أو للأب، أو للأم، أو للأخوة، أو للغير من الأقارب، ويختلف الأمر بالنسبة للبحث عن العمل، فغالبا ما تتولاه أسرة الطفل، وفي بعض الحالات يبحث الطفل بنفسه عن عمل.
وفي كل الأحوال يجب ألا يغيب عن تقديرنا لظروف اتخاذ القرار أنه يتم اتخاذه داخل السياق الذي تعيش فيه الأسرة، والذي يتميز بضيق الفرص المتاحة أمام الطبقة الكادحة.
• اختيار مجال العمل:
• تختار الأسرة في اغلب الأحيان عملاً تراه مناسباً، ويحد من حرية اختيارها ما يكون متاحاً من أعمال، وما يصل إلى علم الأسرة من بينها، وفي معظم الأحيان يعمل الطفل لدى شخص غريب عنه لا يمت له بصلة قرابة.
• وإزاء حداثة الخبرة، حيث ينتقل الطفل من محيط المدرسة والأسرة إلى محيط العمل، وحيث يختلط مع رب العمل ومع عمال غرباء عنه في أغلب الأحيان، نقول إزاء حداثة الخبرة يحتمل ألا يستقر الطفل في أول عمل يلتحق به.
ثانياً: ظروف عمل الطفل:
*إجراءات التحاق الطفل بالعمل:
• إن الالتحاق بأي عمل، يصاحبه عدد من الإجراءات مثل التعاقد، واستخراج بطاقة عمل والتدريب،إلا أن الوضع بالنسبة للطفل الذي يعمل يختلف، حيث لا يكون هناك تعاقد مع صاحب العمل ولا تستخرج له بطاقة عمل.
• المحيط المادي للعمل:
• إذا تناولنا المحيط الخارجي للعمل فسوف نجد أن معظم أماكن العمل تقع في حارات وشوارع جانبية ضيقة ومزدحمة،وهذه الشوارع ترابية وغير مرصوفة ويتلوث الجو الخارجي المحيط بشتى العوادم الصاعدة من مداخن المصانع التي تكتظ بها تلك المناطق. أما عن المحيط المادي الداخلي تعاني من عدم الاهتمام بالنظافة وهذا في حد ذاته يمثل خطورة على الأطفال إذا تراكمت مخلفات عن عملية الإنتاج مثل قطع الزجاج المتناثرة من ورش الزجاج التي قد تصيب أقدام الأطفال، وأيضاً وجود حديد خردة ملقى بإهمال وغير ذلك من المخلفات، أما بالنسبة للمياه فهي موجودة نوعاً ما في بعض أماكن العمل، ولكنها تفتقد لعامل النظافة المصحوبة بالرائحة النفاذة والكريهة،كما تعاني معظم هذه الأماكن من الضوضاء نتيجة صخب الآلات بحيث لا يستطيع العمال أن يسمعوا بعضهم البعض إذا تبادلوا الحديث، وقد يؤثر ذلك على حاسة السمع لدى الأطفال.
• مهام الطفل في العمل:
• يعمل الأطفال في مهام مختلفة متعلقة بنشاط العمل،فقد يكلف الطفل بأعمال خفيفة تتمثل في الربط والدق والحزم ولف البكر والمواسير وتفريغها وخلط المواد الكيمائية وتقليب الزجاج ليبرد،كما قد يكلف الطفل بأعمال مساعدة تتمثل في مناولة صاحب العمل الأدوات المستخدمة،وتنظيف الأدوات وإمساك المواد المراد تصنيعها،وتنظيف مكان العمل وقضاء المشاوير "لصاحب العمل أو للعمال الكبار "(شراء الطعام) وقد يجمع الطفل بين الأعمال الخفيفة والمساعدة.
• وإذا كان الطفل لا يتعامل بشكل مباشر مع الآلات ولا مع أعمال اللحام، إلا أن هذا يعتبر مخاطرة يواجهها الطفل لنقص خبرته في هذا المجال، هذا بالنسبة للذكور.
• أما بالنسبة للإناث من الأطفال العاملات فيقتصر عملهن على الأعمال المساعدة والأعمال الخفيفة أو المهمتين معاً.وعلى الرغم من قيام الأطفال بالأعمال الخفيفة والمساعدة إلا أنهم يستخدمون في عملهم مواد مختلفة من أكثرها الزيوت والشحوم والمعادن، ويتعامل البعض مع مواد خطيرة مثل النار والكيماويات وغاز الأوكسجين وتلوث هذه المواد أيدي الأطفال ووجوههم وملابسهم، كما يؤثر على صحتهم وتمثل مصدراً دائماً للمخاطر اليومية التي يتعرضون لها.
• إصابات العمل:
إن التعرض لإصابات العمل يعتبر من أهم المؤشرات المتعلقة بعمالة الأطفال،حيث أن 6،5% من الأطفال العاملين تعرضوا لإصابات عمل خلال أدائهم لمهامهم أثناء العمل، وتتراوح تلك الإصابات بين كسور وجروح ورضوض إضافية إلى إصابة الأطفال بتسمم أو صعوبة التنفس أو نزيف أو إصابات أخرى مختلفة. ويؤثر تعامل الطفل اليومي مع المواد اللازمة للصناعة ومع الآلات والأدوات على صحته، كما تعرضه لإصابات عمل.
ويختلف نوع الإصابة بين الذكور والإناث، أما عن سبب الإصابة ومصدرها فقد ظهر أنها نتيجة للتعامل مع الآلات ومع المواد الصلبة والأجسام الغريبة.هذا من جانب، أما من جانب آخر تعرض الطفل العامل للعنف الجسدي أو المعنوي أو لكليهما معاً من قبل صاحب العمل، أو من زملائه في العمل أو الزبائن الذين يتعامل معهم.
*أجر الطفل وأوجه الإنفاق:
• إن الأجر يتفاوت بين الصناعات المختلفة، بالإضافة إلى الهبات التي تمنح له من العملاء وينفق الأطفال أجورهم على الأوجه التالية: " الغذاء، النزهة، المواصلات، الحلوى، وقد يتمكن البعض من ادخار قدر من المصروف إلا أن الغذاء يمثل أكثر أوجه إنفاق الطفل.
ثالثاً: العلاقات الاجتماعية في محيط العمل:
• إن العلاقات الاجتماعية التي تسود حياة الطفل اليومية أثناء العمل تتناول جانبين: علاقة الطفل بصاحب العمل وعلاقته بالعمال الآخرين.
*الطفل وصاحب العمل:
• في معظم الأحيان يكون صاحب العمل شخصاً غريباً لا يمت للطفل بصلة،إلا أن هذا لم يمنع الطفل من محبته فقد يعتبره في مرتبة الأب،بينما هناك بعض الأطفال تكون مشاعرهم تجاه صاحب العمل غير محددة (لا يحبه ولا يكرهه)،وهناك من الأطفال يتعرضون للعقاب الذي يوقعه صاحب العمل ويتمثل عادة في التعنيف،أو الضرب،أو الجمع بينهما، ويوقع الجزاء في الغالب بسبب الخطأ في العمل أو بسبب التأخير في الحضور، وفي حالة إصابة الطفل أثناء العمل فقد يسعفه صاحب العمل في الورشة أو يصطحبه إلى المستشفى أو إلى الصيدلية، وقد يعطيه بعض المال للعلاج،أما في الأعياد فإن صاحب العمل يعطي الطفل "عيدية"أي هبة بمناسبة العيد.
• الطفل والعمال الآخرون:
• إن عدد العمال الذين يعملون في المنشأة عادة يكون محدود، وتتسم العلاقة التي تجمع بين الطفل والعامل البالغ بكونها علاقة عمل في المقام الأول، حيث يعمل الطفل تحت إشراف البالغ ويأتمر بأمره، وقد يصادق غيره من الأطفال العاملين معه،وأحياناً قد يؤدي اختلاط الطفل بالعمال الكبار في بيئة العمل تدفعه إلى إدمان بعض المكيفات.
بعض الخصائص النوعية لعمل الأطفال:
• هناك مجموعة متعددة الأصناف لخصائص عمل الأطفال ضمن إطار الدور الاقتصادي الموجود في قلب القطاع غير الرسمي..وبالاختصار يمكننا ملاحظة ما يلي:
1)- لقد كثرت إمدادات قوة العمالة بسبب ارتفاع نسبة المواليد المستمرة والهجرة الواسعة من الريف إلى المدينة،وهذا ما يضع الأطفال في محيط تنافسي شديد الوطأة مع عدم وجود أية قوية تساوم على تحسين حالتهم أو على تحسين الأحوال المفروضة عليهم.
2)- ليس للأطفال أي حق بالعمل،مما يجعل عمل الأطفال مسارأً سهلاً للتلاعب وإن دوام عمل الأطفال وانتظامه يتحدد بعمليات المد والجزر للعرض والطلب في الأسواق.هذا ويستطيع رجل الأعمال الصغير أو التاجر استخدام الطفل بأسعار منخفضة إذا شعر بتهديد في إنتاجيته.
3)- إن عدم قانونية تشغيل الأطفال يسهل عملية طرد الأطفال من العمل، ومن    تشكل الأمل الوحيد لتحسين أوضاعهم، وذلك بسبب أعمارهم، وبسبب الأنظمة الأبوية الاستغلالية التي تكتنفهم، والافتقار إلى الاعتراف اجتماعياً بالأطفال كمنتجين.
4)- إن طبيعة عدم التخصص لدى الأطفال يجعلهم معرضين للقيام بسلسلة واسعة من الأعمال التي تعتمد على ميكانيكية الإنتاج. زد على ذلك فإن هناك بعض الأعمال التقنية المناسبة للأطفال وهي مربحة من وجهة نظر صاحب العمل، وهذا ينطبق على الأيدي الصغيرة في صناعة التبغ وعلى صناعة عيدان الثقاب في شبه جزيرة الهند.
5)- وأخيراً فإن بعض أنشطة الصغار تتحول نحو العمليات السرية غير الشرعية، وذلك بسبب خصائص الأطفال الفيزيولوجية والنفسية،كالخفة في الحركة والقدرة على الجري والاختفاء والقدرة على البقاء في حالة سكون أو هدوء أو القدرة على تضليل الشرطة.
• ومع أن هذه النقاط ربما هي النواحي الذاتية، إلا أنها لا يجب أن تهمل عند دراسة الأعمال التي تتمركز حولها نشاطات الأطفال.
التأثيرات السلبية المدمرة لعمالة الأطفال:
• يتعرض معظم الأطفال العاملين لأخطاء كبيرة، تلحق بهم الأذى الجسدية الكبيرة بسبب ظروف العمل غير الآمنة، كما هو الحال في المصانع ومحال البناء، إضافة إلى الضغوط النفسية الرهيبة والاستغلال والقسوة، مما يؤثر سلباً على عاطفتهم وسلوكهم الاجتماعية، وسلوكهم الأخلاقي داخل أسرهم ومجتمعاتهم.
- فالطفل الذي يترك المدرسة في سن مبكرة ليلتحق بسوق العمل يتعرض للانتهاك، بذلك نكون قد صادرنا أحلامه بالقوة والعنف، كما نكون قد فتحنا مجالا واسعا أمام انحرافه، فلا يرى غير جدران إسمنتية معلقة بين الأرض والسماء، وليس له مجال للتحرك أو رؤية أي حلم ورغبة مطبقة على ارض الواقع.
وبالتالي فان قسما منهم سينحرف يستسلم للعادات غير الجيدة كالتدخين والقمار وتعاطي المخدرات، مما يجعل عمالة الأطفال من اخطر الظواهر الاجتماعية هو ذلك الكم الهائل من الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل العامل على جميع المستويات. إلى جانب الإيذاء الجسدي والنفسي، غالبا ما يتعرض الطفل للاعتداء الجنسي أيضا.
ويوجد أربعة جوانب أساسية يتأثر بها الطفل الذي يستغل اقتصاديا بالعمل الذي يقوم به وهي:
1) التطور والنمو الجسدي والصحي:
- يجب تحديد مدى تأثير العمل على الحالة الصحية للأطفال وذلك وفقاً للجوانب التالية:
*التعرف على التاريخ المهني والمرضي للأطفال العاملين والأمراض التي سبق لهم الإصابة بها وخاصة فيما يتعلق المتوطنة أو المعدية.
• الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، نتيجة للتعرض لبعض الأتربة، وخاصة لم يعملون بمصانع النسيج، أو لمن يتعرضون للأبخرة والروائح النفاذة في مجال الكيماويات مثل مصانع الدهان والمبيدات الحشرية.
• الحوادث التي قد يتعرض لها الأطفال نتيجة لقلة خبراتهم ولضعف قدراتهم على القيام بأعمال تفوق طاقاتهم المحدودة، وخاصة فيما يتعلق بالمخاطر الميكانيكية مثل الاصطدام بين جسم العامل وجسم صلب ومخاطر الأجهزة الثقيلة أو الحادة ومخاطر الانتقال أو التداول.
• المخاطر السلبية التي قد يتعرض لها صغار العمال والتي ينشأ الخطر عن عدم توفرها مثل وسائل الإسعاف السريع والإنقاذ المباشر ووسائل النظافة أو التغذية.
• فتتأثر صحة الطفل من ناحية التناسق العضوي والقوة والبصر والسمع، وذلك نتيجة الجروح والكدمات الجسدية،الوقوع من أماكن مرتفعة،الخنق من الغازات السامة، صعوبة التنفس،نزف وما إلى آخره من التأثيرات.
2) التطور المعرفي:
- يتأثر التطور المعرفي للطفل الذي يترك المدرسة ويتوجه للعمل، فقدراته وتطوره العلمي يتأثر ويؤدي إلى انخفاض قدراته على القراءة والكتابة، الحساب،إضافة إلى أن إبداعه يقل.
- فالعمل قد يسبب للطفل ضعف في النمو العقلي وأساليب التفكير، فيحد بشكل كبير قدرة الطفل على التعلم والتعليم والخوض في مشواره الدراسي، فضلاً من أنه يهدر وقته ويضيعه على حساب الدراسة هذا إذا لم يمنعه من متابعتها بشكل تام.
3) التطور الاجتماعي والأخلاقي:
• يتأثر التطور الاجتماعي والأخلاقي للطفل الذي يعمل في ذلك الشعور يظهر في الانتماء للجماعة والقدرة بالتعاون مع الآخرين، والقدرة على التمييز بين الصح والخطأ، وكتمان ما يحصل له، وان يصبح الطفل كالعبد لدى صاحب العمل، مما يسبب له نوعاً من الاضطراب في العلاقات مع البيئة المحيطة وفي التفاعل مع الأفراد ومن الامثلة:
*العائلة والبيت: فقد يخلق العمل الكثير من المشكلات نتيجة لاختلاف شخصيات العائلة والبيت،وربما يكون سببها إحساس الطفل بالظلم،أو ربما ما أحدثه العمل من محدودية في عقلية هذا الطفل من ما يسبب الاختلاف في الغايات وبروز المشكلات العائلية.
• المجتمع: وهنا العمل قد يحد وحدة التوازن بين الطفل وبين مجتمعه، مما يوجد التنافر بينهم،إضافة إلى منع الطفل من اكتساب المهارات الاجتماعية ومحوها،وإن كانت وموجودة أساساً،وتبذر فيه سلوكاً مخالفاً للمجتمع وعاداته، وبالتالي يصعب جداً إصلاح هذا الجانب من شخصية الطفل.
• خسارة الأسرة والمجتمع: ذلك أنه لا بد وأن يصبح الطفل رب أسرة في المستقبل ومسئول عن كيانها،فهذه العادات الخاطئة المتفشية لديه من عمالة الطفل سوف تنعكس سلباً على أفراد هذا الأسرة من زوجة وأبناء وبالتالي ستكون هناك خسارة للمجتمع، لن يوقفها إلا إدراك أولياء الأمور بحجم ومدى خطورة هذه الظاهرة السعي لحلها بشكل جدي لا بشكل اعتباطي غير مدروس ومقنن.
4) التطور العاطفي والنفسي:
- يتأثر التطور العاطفي والنفسي عند الطفل العامل فيفقد احترامه لذاته وارتباطه الأسري وتقبله للآخرين، وذلك جراء بعده عن الأسرة ونومه في مكان العمل، وتعرضه للعنف من قبل صاحب العمل أو من قبل زملائه.فعمل الطفل يسبب له إحساسا باهتزاز الشخصية، وقد ينجح فيكسب شخصية شبه سوية، أو يفشل فيكسب بذلك شخصية معتلة تكون في أخف حالاتها متعبة للفرد ومن حوله، فصحة أو اعتلال الشخصية هي عملية مقرونة بسلامة النفس والجسم وتحقيق التوازن في وحدة منسجمة هي الشخصية، والتي يحول دون اتزانها وتوافقها عمل الطفل في سن مبكرة وظروف أخرى غير مناسبة. ومن هنا برزت دلائل وجود مشكلات نفسية ناجمة عن عمالة الطفل المبكرة منها:
1- قلق مستمر وخوف مسيطر على الطفل، لا يتناسب مع الواقع.
2- الاكتئاب وتجنب الناس والشعور بالعزلة.
3- تغير في مزاج الطفل وسلوكه.
4- اضطراب في الشهية على غير معتاد.
5- اضطراب في النوم.
6- والاجتماعي، الدراسي، وانخفاض مستوى الذكاء العام.
7- عدم التوافق الشخصي والاجتماعي، النتيجة عدم توافق العام.
8- السلوك العدواني.







ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة