قال الله سبحانه وتعالى
(وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء
وقضي الأمرواستوت على الجودي وقيل بعداص للقوم الظالمين)
وتفصيل ما جاء فيها من البديع
1المناسبة التامةفي
ابلعي وأقلعي
2المجاز في
(يا سماء) فإن الحقيقة ويا مطر السماء
3 الإشارة في قوله
(وغيض الماء) لأن الماء لا يغيض حتى يقلع ماء السماء وتبلع الأرض الماء
3 الارداف في
(واستوت على الجودي )
4 التمثيل في قوله
(وقضي الأمر )فإنه عبر بذلك عن هلاك الهالكين ونجاة الناجين
5 التعليل
لأن غيض الماء علة الأستواء
6 صحة التقسيم
حين استوعب سبحانه أقسام أحوال الماء حالة نقصه
7 الاحتراس في قوله
(وقيل بعداً للقوم الظالمين ) محترساًمن توهم من يتوهم أن الهلاك ربما عم من
لا يستحق الهلاك
8 الانفصال
فإن لقائل أن يقول إن لفظة القوم مستغنى عنها
ولكن اقتضت البلاغة ان يؤتى بلفظة القوم التي آلة التعريف فيها العهد
لأنهم القوم نفسهم الذين ذكرهم الله سبحانه في قوله
(وكلما مر عليه من قومه )ووصفهم بالظلم
9 المساواة
لأن لفظ الآية لا يزيد على معناه ولا ينقص عنه
10 حسن النسق في عطف القضايا بعضها على بعض
بأحسن ترتيب حسبما وقعت أولاً فأول
11 ائتلاف اللفظ مع المعنى
لكون كل لفظة لا يصلح في موضعها غيرها
12 الايجاز
لأنه سبحانه اقتص القصة بلفظها مستوعبة بحيث لم يخل
منها بشيءفي أخصر عبارة بألفاظ غير مطولة
13 التسهيم
لأن من أول الآية إلى قوله تعالى (أقلعي ) يقتضي آخرها
14 التهذيب
لأن مفردات الألفاظ موصوفة بصفات الحسن كل لفظة سهلة مخارج الحروف
عليها رونق الفصاحة مع الخلو من البشاعة
15 حسن البيان
من جهة أن السامع لا يتوقف في فهم الكلام ولا يشكل عليه شيء منه
16 التمكين
لأن الفاصلة مستقرة في قرارها مطمئنة غير قلقة ولامستدعاة
17 الانسجام
وهو تحدر الكلام بسهولةو عذوبة سبك مع جزالة اللفظ
18 التركيب سليم من التعقيد واسبابه
19 المطابقة اللفظية في ذكر السماء والأرض
20 الابداع
وهو الذي سمي به الباب إذ في كل لفظة بديع وبديعان
فإن الاستعارة وقعت في موضعين وهما الابتلاع والقلاع
فانظر رحمك الله إلى عظمة هذا الكلاموما انطوى عليه نظمه وما تضمنه لفظه لتقدره قدره
سبحان الله العظيم
(قل لو اجتمعت الإنس والجن على أن تأتي بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً)