معاني الحجاب
الحجاب دعوة صامتة:
إن أفراد هذه الأمة مطالبون -ذكوراً وإناثاَ- بتبليغ دعوة الإسلام لغير المسلمين كل حسب استطاعته. ولعل منطلق ذلك استشعار المسلم والمسلمة ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقهما في دعوة الآخرين، والحرص الشديد على إنقاذ الناس إلى جنة الإسلام ونعيمها.
كما ينطلق المسلم والمسلمة كل في دعوتهما لإقامة الحجة وتبليغ الرسالة. والداعية في الغرب يدفعه حرصه على إزالة الشبهات وتصحيح المغالطات،
إلى بذل قصارى جهده لتقديم نموذج صحيح للإسلام المفترى عليه.
وللدعوة مهارات وأساليب متنوعة، لسنا في صددها هنا، إنما نقف هنا لتسليط الضوء على الحجاب ،من خلال واقع عاصرناه وشاهدناه رأي عين و سمعناه ممن نثق بهم.
لقد أصبحنا متيقنينَ أن الحجاب (الحقيقي) دعوة صامتة أبلغ من ألف موعظة، فلسان الحال أبلغ من المقال.
الحجاب هوية شخصية:
إن حجاب المسلمة - بالإضافة لكونه فريضة ربانية - فهو أبلغ رسالة دعوية وخير وسيلة للتعريف وبيان الهوية الإسلامية، تماما كما يحمل أحدنا بطاقة شخصية للتعريف به، أو جواز سفر لتحديد تبعيته لبلده فكذلك الحجاب.
التقى أحد الأساتذة الأمريكان بطالبتين مسلمتين، إحداهن سافرة والثانية محجبة، فصافح الأولى وقال للثانية أعلم أنك مسلمة من ارتدائك الحجاب، وأنا احترم دينك ولن أصافحك!! فأصيبت الأولى بالصدمة.
إن حجاب المسلمة في أمريكا والغرب تعبير عن الهوية الإسلامية في زمن تلوثت وتشوهت فيه الهوية لدى بعض المسلمين.........
فلم يكن الحجاب يوماً غطاءاً يحتجب به الرأس فقط ..؟ ولم يكن عادات و تقاليد نورثها من أجدادنا و أمهاتنا إنما هو حجاب النفس عن المعاصي و الآثام بعيداً عن حجاب اليوم الذي غدا حجاباً شكلياً فاقداً لمعناه الضمني الذي يشمل العفة و الحشمة
فالعفاف والحشمة للمرأة و الرجل هما هدفان تسعى إليهما مقاصد الشريعة . وهذا ما عبرت عنه الدكتورة نجاح محمد {العفاف مسؤولية أخلاقية يتحمل كل من الرجل و المرأة واجب القيام بهما فردياً دون أي تمييز بينهما ودون أي أتكال أحدهما على الأخر }
فلقد خصت التعاليم الإسلامية المرأة بكثير من الحشمة و الاتزان إلا أن هذا التخصيص لم يكن جانبياً فقد دعت التعاليم نفسها الرجال إلى الآداب و الالتزام بحدود الأخلاق و الاحتجاب المعنوي{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ..........}
دعوى موحدة تساوى فيها الجنسين و الهدف منها قمع الشهوات و الالتزام بالخلق الكريم و الترافع عن الدنايا
وهنا تبرز ضرورة الحجاب الداخلي و الحجاب الأخلاقي في نظامنا المعرفي القيمي فالمرأة التي تحمل في داخلها حجابا قويا متكاملاً و راسخاً فإنها تحتاج لوجود الرقابة و الرقيب من أجل التزامها بحجابها الظاهري فهي قادرة حتى في حالة غياب الرقابة الاجتماعية و توفر الظروف و عوامل الإثارة و الإغراء على المقاومة و الصمود و الحفاظ على استقامتها و عفتها و عندما تتكامل المرأة في حجابها الداخلي فإنها تشعر بكون حجابها الداخلي جزءاً ذاتياً و أصيلاً من كينونتها الإنسانية و الربانية وهذا ما يجعلها ترى الأمور من حولها من خلال حجابها و عفتها فهي يمكن أن تضحي بدراستها أو عملها أو حتى زوجها إذا هدد أي منهم التزامها بعفتها و حشمتها لأن هذا التهديد هو في الحقيقة تهديد لوجودها في الصميم
إذا كان الحياء والحشمة والعفة تمثل القاعدة الداخلية للحجاب في روح المرأة فإن كل ما يعمل على تفتيت الحياء و العفة و إضعافها في داخل المرأة فإنه يؤدي بصورة غير مباشرة لهدم الحجاب و إضعاف وجوده و مكانته في شخصية المرأة الظاهرية والمشكلة المعقدة هي أن مثل هذا الهدم قد لا تشعر به المرأة بصورة واضحة في بداياته إلا أنه يتنامى في روح المرأة و يتراكم ثم يتشكل في صورة هدم كامل للأسس المعنوية و النفسية للحجاب و التي أهمها الحياء الإيماني .
إن الحجاب الداخلي سيحول المرأة الطاهرة و العفيفة لداعية للحجاب و مبلغة للعفة و الاحتشام رافضة للسفور و التسيب الأخلاقي أينما وجد ساء أكان في شخصيتها أم في شخصية غيرها بالإضافة إلى أن المرأة المحتشمة تستشعر ضرورة الاحتشام حتى وهي مع النساء فهي لا تبحث عن المبرر الاجتماعي لتنفيس رغباتها الداخلية بارتداء الملابس الفاضحة في حفلات الأعراس و الخطوبة النسائية باعتبار أنه لا يوجد حرمة في ذلك فالقضية تصبح هنا حباً ذاتياً و داخلياَ للوقار و الاتزان ........
يتبع..............