[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
برنـامج امتحان الفصل الأول نهائي/قسم المكتبات - 2013/2014
غاز السارين Sarin gas ( الأعراض, العلاج والارشادات )
أحكام فقه الجهاد
تـعـلـيـمـات فـي حـال اسـتـخـدام الآسـلـحـة الـكـيـمـاويـة
الى طلاب كلية التربية ... بجامعة دمشق
ان كانت لديك اية مشكلة تقنية نحن بالخدمة ان شالله (( العدد الثالث 2012- 2013))
منح دراسية من الاتحاد الأوروبي للسوريين
شروط القيد في درجة الماجستير بكلية التربية
عريضة لعميد كلية الاقتصاد ليتم اعادة مواد يومي 27-28
سوريا بخير..



  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> الـمـنـتــديـــات --> المنتديــــات الأدبيـــــــة --> أدبـاء وأشــعار
    محمود درويش و موعد متجدد
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


صفحة 7 من 7 <- 5 6 7

مشاركة : 61


mazin_albalkhi

جامعـي مبـدعـ





مسجل منذ: 07-12-2007
عدد المشاركات: 444
تقييمات العضو: 4
المتابعون: 27

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : محمود درويش و موعد متجدد

25-12-2009 07:24 AM




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
كنت قد أضفت اليوم واحدة من أجمل ما قرأت لمحمود  درويش
و هذا هو الرابط :
https://www.jamaa.net/art253590.html
والله قد أبكر الرحيل





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 62


ghandy83

جامعـي اســتثنائي

أعد لي الأرض كي استريح فأني أحبك حتى التعب




مسجل منذ: 15-05-2009
عدد المشاركات: 672
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 14

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

من ديوان درويش....أثر الفراشة

15-01-2010 10:19 AM




البنتُ / الصرخة
علي شاطيء البحر بنتٌ. وللبنت أَهلٌ
وللأهل بيتٌ. وللبيت نافذتان وبابْ...
وفي البحر بارِجَـةٌ تتسَلَّي
بصَـيْــدِ الـمُشَاة علي شاطيء البحر:
أَربعَةٌ، خَمْسَةٌ، سَبْــعَةٌ
يسقطون علي الرمل، والبنتُ تنجو قليلاً
لأنَّ يداً من ضبابْ
يداً ما إلهيَّـةً أَسْعَفَتْها، فنادتْ: أَبي
يا أَبي! قُمْ لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا!
لم يُجِبْــها أبوها الـمُسَجَّي علي ظلِّهِ
في مهبِّ الغيابْ
دَمٌ في النخيل، دَمٌ في السحابْ
يطير بها الصوتُ أَعلي وأَبعدَ مِنْ
شاطيء البحر. تصرخ في ليل بَرّ ية،
لا صدي للصدي.
فتصير هي الصرخةَ الأبديَّـةَ في خَبَرٍ
عاجلٍ، لم يعد خبراً عاجلاً
عندما
عادت الطائرات لتقصف بيتاً بنافذتين وبابْ!
ذباب أَخضر
أَلمشهد هُوَ هُوَ. صيفٌ وعَرَقٌ، وخيال
يعجز عن رؤية ما وراء الأفق. واليوم
أفضلُ من الغد. لكنَّ القتلي هم الذين
يتجدّدون. يُولَدُون كُلَّ يوم. وحين يحاولون
النوم يأخذهم القتلُ من نعاسهم إلي نومٍ
بلا أحلام. لا قيمة للعدد. ولا أَحد
يطلب عوناً من أحد. أصوات تبحث عن
كلمات في البرية، فيعود الصدي واضحاً
جارحاً: لا أَحد. لكن ثمَّـةَ من يقول:
من حق القاتل أن يدافع عن غريزة
القتل . أمَّا القتلي فيقولون متأخرين:
من حق الضحية أن تدافع عن حَـقِّها في
الصراخ . يعلو الأذان صاعداً من وقت
الصلاة إلي جنازات متشابهة: توابيتُ
مرفوعةٌ علي عجل، تدفن علي عجل... إذ لا
وقت لإكمال الطقوس، فإنَّ قتلي آخرين
قادمون، مسرعين، من غاراتٍ أخري. قادمون
فُرَادي أو جماعات... أو عائلةً واحدةً لا
تترك وراءها أيتاماً وثكالي. السماء رماديَّةٌ
رصاصية، والبحر رماديٌّ أزرق. أَمَّا لون
الدم فقد حَجَبَتْهُ عن الكاميرا أَسرابٌ من
ذباب أَخضر!
كقصيدةٍ نثريّة
صيفٌ خريفيٌّ علي التلال كقصيدةٍ نثرية. النسيم
إيقاعٌ خفيف أحسُّ به ولا أَسمعه في تواضُع
الشجيرات. والعشب المائل إلي الأصفرار صُوَرٌ
تتقشَّفُ، وتُغري البلاغة بالتشَبُّه بأَفعالها
الماكرة. لا احتفاء علي هذه الشِعاب إلَّا
بالـمُتاح من نشاط الدُوريّ، نشاطٍ يراوح
بين معنيً وعَبَث. والطبيعة جسدٌ يتخفَّف
من البهرجة والزينة، ريثما ينضج التين والعنب
والرُمَّان ونسيانُ شهواتٍ يوقظها المطر. لولا
حاجتي الغامضة إلي الشعر لَـمَا كنت في حاجة
إلي شيء ـ يقول الشاعر الذي خَفَّتْ حماسته
فقلَّت أخطاؤه. ويمشي لأن الأطباء نصحوه
بالمشي بلا هدف، لتمرين القلب علي لامبالاةٍ ما
ضروريةٍ للعافية. وإذا هجس، فليس
بأكثر من خاطرة مجانيّة. الصيف لا يصلح
للإنشاد إلّا في ما ندر. الصيف قصيدةٌ
نثريَّةٌ لا تكترث بالنسور المحلِّقة في الأعالي.
ليتني حجر
لا أَحنُّ إلي أيِّ شيءٍ
فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي
ولا حاضري يتقدَّمُ أَو يتراجَعُ
لا شيء يحدث لي!
ليتني حَجَرٌ ـ قُلْتُ ـ يا ليتني
حَجَرٌ ما ليصقُلَني الماءُ
أَخضرُّ، أَصفَرُّ ... أُوضَعُ في حُجْرَ ةٍ
مثلَ مَنْحُوتةٍ، أَو تماريـنَ في النحت...
أو مادَّةً لانبثاق الضروريِّ
من عبث اللاضروريّ ...
يا ليتني حجرٌ
كي أَحنَّ إلي أيِّ شيء!
أَبعد من التماهي
أَجلسُ أمام التلفزيون، إذ ليس في وسعي
أن أفعل شيئاً آخر. هناك، أمام التلفزيون،
أَعثُرُ علي عواطفي، وأَري ما يحدث بي ولي.
ألدخان يتصاعد مني. وأَمدُّ يدي المقطوعةَ
لأمسك بأعضائي المبعثرة من جسومٍ عديدة،
فلا أَجدها ولا أهرب منها من فرط جاذبيّة
الألم. أَنا المحاصَرُ من البرِّ والجوِّ والبحر
واللغة. أقلعتْ آخرُ طائرةٍ من مطار بيروت
ووضعتني أمام التلفزيون، لأشاهد بقيَّة موتي
مع ملايين المشاهدين، لا شيء يثبت أني
موجود حين أفكِّر مع ديكارت، بل حين ينهض
مني القربان، الآن، في لبنان. أَدخُلُ في
التلفزيون، أنا والوحش. أَعلم أنَّ الوحش
أقوي مني في صراع الطائرة مع الطائر. ولكني
أَدمنت، ربما أكثر مما ينبغي، بُطُولَةَ المجاز:
التهمني الوحشُ ولم يهضمني. وخرجتُ سالماً
أكثر من مرة. كانت روحي التي طارت شَعَاعاً
مني ومن بطن الوحش تسكن جسداً آخر
أَخفَّ وأَقوي، لكني لا أعرف أين أنا
الآن: أمام التلفزيون، أم في التلفزيون.
أما القلب فإني أراه يتدحرج، ككوز صنوبر،
من جبل لبناني إلي رَفَح!
العدوّ
كنتُ هناك قبل شهر. كنتُ هناك قبل
سنة. وكنت هناك دائماً كأني لم أَكن
إلَّا هناك. وفي عام 82 من القرن الماضي
حدث لنا شيء مما يحدث لنا الآن. حُوصرنا
وقُتِلْنا وقاومنا ما يُعْرَضُ علينا من جهنم.
القتلي / الشهداء لا يتشابهون. لكلِّ واحد منهم
قوامٌ خاصْ، وملامح خاصة، وعينان واسمٌ
وعمر مختلف. لكن القتلة هم الذين يتشابهون.
فَهُم واحدٌ مُوزَّعٌ علي أَجهزة معدنية. يضغط
علي أزرار إلكترونية. يقتل ويختفي. يرانا ولا
نراه، لا لأنه شبح، بل لأنه قناع فولاذيّ
لفكرة ... لا ملامح له ولا عينان ولا عمر ولا
اسم. هو ... هو الذي اختار أن يكون له
اسم وحيد: العَدُوّ!
نيرون
ماذا يدور في بال نيرون، وهو يتفرّج علي
حريق لبنان؟ عيناه زائغتان من النشوة،
ويمشي كالراقص في حفلة عُرْسٍ: هذا الجنون،
جنوني، سيِّدُ الحكمة. فلتُشْعلوا النار في
كل شيء خارج طاعتي. وعلي الأطفال أَن
يتأدَّبوا ويتهذَّبوا ويكُفُّوا عن الصراخ بحضرة
أنغامي!
وماذا يدور في بال نيرون، وهو يتفرَّج علي
حريق العراق؟ يُسْعِدُهُ أن يُوقِظَ في تاريخ
الغابات ذاكرة تحفظ اسمه عَدُوّاً لحمورابي
وجلجامش وأَبي نواس: شريعتي هي أُمُّ
الشرائع. وعشبة الخلود تنبت في مزرعتي.
والشعر؟.. ما معني هذه الكلمة؟
وماذا يدور في بال نيرون، وهو يتفرَّج علي
حريق فلسطين؟ يُبهجة أن يدرج اسمه في قائمة
الأنبياء نبيّاً لم يؤمن به أَحد من قبل ... نبيّاً
للقتل كلَّفه الله بتصحيح الأخطاء التي لا حصر
لها في الكتب السماوية: أنا أَيضاً كليمُ الله!
وماذا يدور في بال نيرون وهو يتفرَّج علي
حريق العالم؟ أنا صاحب القيامة . ثم يطلب
من الكاميرا وقف التصوير، لأنه لا يريد
لأحد أن يري النار المشتعلة في أَصابعه،
عند نهاية هذا الفيلم الأميركي الطويل!
الغابة
لا أسمعُ صوتي في الغابة، حتي لو
خَلَتِ الغابةُ من جوع الوحشِ ...
وعاد الجيشُ المهزومُ أو الظافرُ ، لا فرق،
علي أشلاء الموتي المجهولين إلي الثكَنات
أو العرشِ/
ولا أسمع صوتي في الغابة، حتي لو
حملته الريحُ إليَّ، وقال لي:
هذا صوتُكَ ... لا أَسمعُـهُ
لا أسمع صوتي في الغابة، حتي لو
وقف الذئب علي قدمين وصفَّق لي:
إني أسمع صوتك، فلتَأْمُرْني! /
فأقول: الغابةُ ليست في الغابة
يا أَبتي الذئبَ ويا ابني! /
لا أَسمع صوتي إلّا إنْ
خَلَتِ الغابةُ مني
وخلوتُ أنا من صمت الغابة!
حَمَام
رفٌّ من الحمام ينقشع فجأة من خلل الدخان.
يلمع كبارقة سِلْمٍ سماوية. يحلِّق بين الرماديّ
وفُتات الأزرق علي مدينة من ركام. ويذكِّرنا
بأن الجمال ما زال موجوداً، وبأن اللا موجود
لا يعبث بنا تماماً إذ يَعِدُنا، أو نظنُّ أنه
يعدنا بتجلِّي اختلافه عن العدم. في الحرب
لا يشعر أَحد منا بأنه مات إذا أَحسَّ
بالألـم. الـموت يسبق الألـم. والألـم هـو
النعمة الوحيدة في الحرب. ينتقل من حيّ إلي
حيّ مع وقف التنفيذ. وإذا حالف الحظّ أحداً
نسيَ مشاريعه البعيدة، وانتظر اللا موجود
وقد وُجِدَ مُـحَلِّقاً في رفِّ حمام. أري في سماء
لبنان كثيراً من الحمام العابث بدخان يتصاعد
من جهة العدم!
البيتُ قتيلاً
بدقيقة واحدة، تنتهي حياةُ بيتٍ كاملة. البيتُ
قتيلاً هو أيضاً قَتْلٌ جماعيّ حتي لو خلا من
سُكَّانه. مقبرة جماعية للموادّ الأولية الـمُعَدَّةِ
لبناء مبني للمعني، أو قصيدةٍ غير ذات
شأن في زمن الحرب. البيت قتيلاً هو
بَتْرُ الأشياء عن علاقاتها وعن أسماء
المشاعر. وحاجةُ التراجيديا إلي تصويب
البلاغة نحو التَّبَصُّر في حياة الشيء. في
كل شيء كائنٌ يتوجَّع... ذكري أَصابع
وذكري رائحة وذكري صورة. والبيوت تُقْتَلُ
كما يُقْتَلُ سكانها. وتُقْتَلُ ذاكرةُ الأشياء:
الحجر والخشب والزجاج والحديد والإسمنتُ
تتناثر أشلاء كالكائنات. والقطن والحرير
والكتّان والدفاتر والكتب تتمزّق كالكلمات التي
لم يتسَنَّ لأصحابها أن يقولوها. وتتكسَّر
الصحون والملاعق والألعاب والأسطوانات والحنفيّات
والأنابيب ومقابض الأبواب والثلَّاجة والغسَّالة
والمزهريات ومرطبانات الزيتون والمخللات والمعلبات
كما انكسر أصحابها. ويُسحق الأبْيَضَان الملح
والسُّكَّر، والبهارات وعلب الكبريت وأقراص الدواء
وحبوب منع الحمل والعقاقير الـمُنَشطة وجدائل
الثوم والبصل والبندورة والبامية الـمُجَفَّفة والأرُزُّ
والعدس، كما يحدث لأصحابها. وتتمزَّق عقود
الإيجار ووثيقة الزواج وشهادة الميلاد وفاتورة
الماء والكهرباء وبطاقات الهوية وجوازات السفر
والرسائل الغرامية، كما تتمزّق قلوب أَصحابها.
وتتطاير الصُّوَر وفُرَشُ الأسنان وأمشاط
الشَّعْر وأدوات الزينة والأحذية والثياب
الداخلية والشراشف والمناشف كأسرار عائلية
تُنْشَرُ علي الملأ والخراب. كل هذه الأشياء
ذاكرةُ الناس التي أُفْرِغَتْ من الأشياء، وذاكرة
الأشياء التي أُفْرِغَتْ من الناس... تنتهي
بدقيقة واحدة. أشياؤنا تموت مثلنا. لكنها
لا تُدْفَنْ معنا!
مَكْرُ المجاز
مجازاً أقول: انتصرتُ
مجازاً أقول: خسرتُ ...
ويمتدُّ وادٍ سحيقٌ أمامي
وأَمتدُّ في ما تبقَّي من السنديانْ ...
وثَمَّة زيتونتان
تَلُـمَّانني من جهاتٍ ثلاثٍ
ويحملني طائرانْ
إلي الجهة الخاليةْ
من الأَوْج والهاويةْ
لئلَّا أقول: انتصرتُ
لئلَّا أقول: خسرتُ الرهانْ!
ألبعوضة
أَلبعوضةُ، ولا أَعرف اسم مُذَكَّرها، أشَدُّ
فَتْكاً من النميمة. لا تكتفي بمصّ الدم، بل
تزجّ بك في معركة عَبَثيّة. ولا تزور إلّا في
الظلام كَحُمَّي المتنبي. تَطِنُّ وَتَزُنُّ كطائرةٍ
حربية لا تسمعها إلّا بعد إصابة الهدف.
دَمُكَ هو الهدف. تُشْعل الضوء لتراها
فتختفي في رُكْنٍ ما من الغرفة والوساوس، ثم
تقف علي الحائط ... آمنةً مسالمةً كالمستسلمة.
تحاول أن تقتلها بفردة حذائك، فتراوغك
وتفلت وتعاود الظهور الشامت. تشتمها
بصوت عال فلا تكترث. تفاوضها علي هدنة
بصوت وُدِّي: نامي لأنام! تظنُّ أَنك
أَقْنَعْتَها فتطفيء النور وتنام. لكنها وقد
امتصت المزيد من دمك تعاود الطنين إنذاراً
بغارة جديدة. وتدفعك إلي معركة جانبيّة
مع الأَرَق. تشعل الضوء ثانية وتقاومهما،
هي والأرق، بالقراءة. لكن البعوضة تحطُّ
علي الصفحة التي تقرؤها، فتفرح قائلاً في
سرّك: لقد وَقَعَتْ في الفخّ. وتطوي
الكتاب عليها بقُوَّة: قَتَلْتُها... قتلتُها! وحين
تفتح الكتاب لتزهو بانتصارك، لا تجد
البعوضة ولا الكلمات. كتابك أَبيض!. البعوضة،
ولا أعرف اسم مُذَكَّرها، ليست استعارة ولا
كنايةً ولا تورية. إنها حشرة تحبُّ دمك
وتَشُمُّه عن بُعْد عشرين ميلاً. ولا سبيل
لك لمساومتها علي هدنة غير وسيلة واحدة:
أن تغيِّر فصيلةَ دمك!
نسر علي ارتفاع منخفض
قال المسافرُ في القصيدة
للمسافر في القصيدة:
كم تبقَّي من طريقكَ؟
ـ كُلُّهُ
ـ فاذهبْ إذاً، واذهبْ
كأنَّكَ قد وصلتَ ... ولم تصلْ
ـ لولا الجهات، لكان قلبي هُدْهُداً
ـ لو كان قلبُــكَ هدهداً لتبعتُهُ
ـ مَنْ أَنتَ؟ ما اسمُكَ؟
ـ لا اسمَ لي في رحلتي
ـ أأراك ثانيةً؟
ـ نعم. في قِمَّتَيْ جَبَــلَيْن بينهما
صديً عالٍ وهاويةٌ ... أراكَ
ـ وكيف نقفز فوق هاويةٍ
ولسنا طائِرَ يْنِ؟
ـ إذنْ، نغنِّي:
مَنْ يرانا لا نراهُ
ومَنْ نراهُ لا يرانا
ـ ثم ماذا؟
ـ لا نغنِّي
ـ ثم ماذا؟
ـ ثم تسألني وأسألُ:
كم تبقَّي من طريقكَ؟
ـ كُلُّهُ
ـ هل كُلُّهُ يكفي لكي يَصِلَ الـمُسَافِرُ؟
ـ لا. ولكني أري نسراً خرافيّاً
يحلِّقُ فوقنا... وعلي ارتفاعٍ منخفضْ!
واجب شخصي
هتفوا له: يا بطل! واستعرضوهُ في
الساحات. نَطَّتْ عليه قلوب الفتيات
الواقفات علي الشرفات، ورششنه بالأَرُزِّ
والزنبق. وخاطبه الشعراء المتمردون علي
القافية بقافية ضروريّة لتهييج اللغة:
يا بَطَلْ! أنتَ الأَمَلْ . وهو، هو
المرفوع علي الأكتاف رايةً منتصرة، كاد
أن يفقد اسمه في سيل الأوصاف.
خجول كعروس في حفلة زفافها. لم أفعل
شيئاً. قمت بواجبي الشخصي . في صباح
اليوم التالي، وجد نفسه وحيداً يستذكر
ماضياً بعيداً يلوِّح له بيد مبتورة الأصابع
يا بطل! أنت الأمل . يتطلع حوله
فلا يري أحداً من المحتفلين به البارحة.
يجلس في جُحرْ العزلة. ينقِّبُ في
جسده عن آثار البطولة. ينتزع الشظايا
ويجمعها في صحنِ تَنَك، ولا يتألم...
ليس الوجع هنا. الوجع في موضع آخر.
لكن من يستمع الآن إلي استغاثة القلب ؟
أحسَّ بالجوع. تفقَّد معلبات السردين والفول
فوجدها منتهية الصلاحية. ابتسم وغمغم:
للبطولة أيضاً تاريخ انتهاء صلاحية .
وأدرك أنه قام بواجبه الوطنيّ!
عَدُوّ مشترك
تمضي الحرب إلي جهة القيلولة. ويمضي
المحاربون إلي صديقاتهم متعبين وخائفين علي
كلامهم من سوء التفسير: انتصرنا لأننا
لم نمت. وانتصر الأعداء لأنهم لم يموتوا.
أمَّا الهزيمة فإنها لفظة يتيمة. لكنَّ المحارب
الفرد ليس جندياً بحضرة من يُحبُّ: لولا
عيناك الـمُصَوَّبتان إلي قلبي لاخترقتْ رصاصةٌ
قلبي! أو: لولا حرصي علي ألَّا أُقْتَلَ
لما قتلتُ أحداً! أو: خفت عليك من
موتي، فنجوت لأطمئنك عليَّ. أو: البطولة
كلمة لا نستخدمها إلّا علي المقابر. أو:
في المعركة لم أفكِّر بالنصر، بل فكرت بالسلامة
وبالنمش علي ظهرك. أو: ما أَضيق الفرق
بين السلامة والسلام وغرفة نومك. أو:
حين عطشتُ طلبتُ الماء من عدوي ولم
يسمعني، فنطقت باسمك وارتويت...
ألمحاربون من الجانبين يقولون كلاماً متشابهاً
بحضرة من يُحِبُّون. أمَّا القتلي من الجانبين،
فلا يدركون إلّا متأخرين، أن لهم عدواً
مشتركاً هو: الموت. فما معني









الفرق بين النرجس وعباد الشمس
هو الفرق بين وجهتي نظر


اثر الفراشة لا يرى
اثر الفراشة لا يزول
هو جاذبية غامض
يستدرج المعنى وترحل
حتى يتضح السبيل
هو خفة الابدي في اليومي
اشواق الى اعلى
واشراق جميل
هو شامة في الضوءتومى
حين يرشدنا الى الكلم
هو مثل اغنية تحاول
ان تقول وتكتفي
بالاقتباس من الظلال ولا تقول
اثر الفراشة لا يرى
اثر الفراشة لا يزول








أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 63


walaa....

عضــو فضـي





مسجل منذ: 25-08-2008
عدد المشاركات: 1639
تقييمات العضو: 38
المتابعون: 15

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : محمود درويش و موعد متجدد

15-01-2010 05:53 PM




ديوان __ أثر الفراشة _ من أجمل ما قرأت لمحمود درويش

ومن بعض القصائد المحببة إليّ أيضاً  إضافة إلى ما ذكرت ..


قال أنا خائف

قال: أَنا خائف

خافَ. وقال بصوت عالٍ: أنا خائف.

كانت النوافذ مُحْكَمَةَ الإغلاق، فارتفع

الصدى واتّسع: أنا خائف. صمتَ،

لكن الجدران ردَّدت: أنا خائف.

الباب والمقاعد والمناضد والستائر

والبُسُط والكتب والشموع والأقلام واللوحات

قالت كُلُّها: أنا خائف. خاف صوت

الخوف فصرخ: كفى! لكن الصدى لم

يردِّد: كفى! خاف المكوث في البيت

فخرج الى الشارع. رأى شجرة حَوْرٍ،

مكسورة فخاف النظر اليها لسبب لا

يعرفه. مرت سيارة عسكرية مسرعة،

فخاف المشي على الشارع. وخاف

العودة الى البيت لكنه عاد مضطراً.

خاف أن يكون قد نسي المفتاح في

الداخل، وحين وجده في جيبه اطمأنّ.

خاف أن يكون تيار الكهرباء قد انقطع.

ضغط على زر الكهرباء في ممر الدرج،

فأضاء، فاطمأنّ. خاف أن يتزحلق على

الدرج فينكسر حوضه، ولم يحدث ذلك

فاطمأنّ. وضع المفتاح في قفل

الباب وخاف ألا ينفتح، لكنه انفتح

فاطمأن. دخل الى البيت، وخاف أن

يكون قد نسي نفسه على المقعد خائفاً.

وحين تأكد أنه هو من دخل لا سواه،

وقف أمام المرآة، وحين تعرَّف الى

وجهه في المرآة اطمأنّ. أِصغى الى

الصمت، فلم يسمع شيئاً يقول: أنا

خائف، فاطمأنّ. ولسببٍ ما غامض...

لم يعد خائفاً!



غريبان

يرنو الى أَعلى

فيبصر نجمةً

ترنو إليهْ!

يرنو إلى الوادي

فيبصر قبرَهُ

يرنو إليهْ

يرنو الى امرأةٍ،

تعذِّبُهُ وتعجبُهُ

ولا ترنو إليه

يرنو إلى مرآتِهِ

فيرى غريباً مثله

يرنو إليهْ!

..................................................

شكراً للموضوع 











ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 64


ghandy83

جامعـي اســتثنائي

أعد لي الأرض كي استريح فأني أحبك حتى التعب




مسجل منذ: 15-05-2009
عدد المشاركات: 672
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 14

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : محمود درويش و موعد متجدد

15-01-2010 05:55 PM




مشكور اخي عالقصائد الحلوين محمود ابو الشعر واللي بيقرأدرويش اكيد هو جزء من ذات درويش                                                                                                                                 





الفرق بين النرجس وعباد الشمس
هو الفرق بين وجهتي نظر


اثر الفراشة لا يرى
اثر الفراشة لا يزول
هو جاذبية غامض
يستدرج المعنى وترحل
حتى يتضح السبيل
هو خفة الابدي في اليومي
اشواق الى اعلى
واشراق جميل
هو شامة في الضوءتومى
حين يرشدنا الى الكلم
هو مثل اغنية تحاول
ان تقول وتكتفي
بالاقتباس من الظلال ولا تقول
اثر الفراشة لا يرى
اثر الفراشة لا يزول








أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 65


عود الكرمل

جامعـي مبـدعـ





مسجل منذ: 16-07-2010
عدد المشاركات: 381
تقييمات العضو: 5
المتابعون: 9

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

الوداع

24-07-2010 10:25 AM




و اودع الارض التي تمتصني ملحا
و تنثرني حشيشا للحصان و للغزالة
و لا تصدقني اعود ولا اعود و اقول شكرا للحياة
و لم اكن حيا و لا ميتا ووحدك كنت وحدك يا وحيد!!!





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 66


عازف النهاوند

مشــرف
قســم كليــة الحقــوق


للمقام في قلبي عشق




مسجل منذ: 13-07-2010
عدد المشاركات: 3289
تقييمات العضو: 330
المتابعون: 82

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : محمود درويش و موعد متجدد

21-10-2010 09:23 AM






وعود من العاصفة
محمود درويش - فلسطين



وليكن

لا بدّ لي أن أرفض الموت
وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفةْ
وأُعري شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة
فإذا كنت أغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
فلأن العاصفة
وعدتني بنبيذ
وبأنخاب جديدة
وبأقواس قزح
ولأن العاصفة
كنّست صوت العصافير البليدة
والغصون المستعارة
عن جذوع الشجرات الواقفة

وليكن ...
لا بد لي أن أتباهى بك يا جرح المدينة
أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة
يعبس الشارع في وجهي
فتحميني من الظل ونظرات الضغينة

سأغني للفرح
خلف أجفان العيون الخائفة
منذ هبّت في بلادي العاصفة
وعدتني بنبيذ وبأقواس قزح

     






نحن قوم اعزنا الله بالاسلام..
واذا ابتغينا العزة بغير ذلك...
اذلنا
الله

اذلنا
الله

هدية لك

  http://plog.bnt18.com/lkcom.htm

النتائج الامتحانية..
كلية الحقوق






أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 67


عازف النهاوند

مشــرف
قســم كليــة الحقــوق


للمقام في قلبي عشق




مسجل منذ: 13-07-2010
عدد المشاركات: 3289
تقييمات العضو: 330
المتابعون: 82

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : محمود درويش و موعد متجدد

21-10-2010 09:29 AM






قصيدة الأرض
محمود درويش - فلسطين


-1-

في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات. العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.

أنا الأرض
والأرض أنت
خديجةُ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.

-2-

أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح
أُسمّي الحصى أجنحة
أسمّي العصافير لوزاً وتين
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ
وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين.

-3-

وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،
وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،
غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...
وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض
في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا
مواعيد غامضةً
واحتفالاً بسيطاً
ونكتشف البحر تحت النوافذ
والقمر الليلكي على السرو
في شهر آذار ندخلٌُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ
وتنهمرُ الذكريات على قرية في السياج
وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل
كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ
وندخلُ أوّل سجنٍ
وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية:
قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ!
تر النهر يمشي إليك.
وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.

-4-

بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي!
بلادي القريبة مني.. كسجني!
لماذا أغنّي
مكاناً، ووجهي مكانْ؟
لماذا أغنّي
لطفل ينامُ على الزعفران؟
وفي طرف النوم خنجر
وأُمي تناولني صدرها
وتموتُ أمامي
بنسمةِ عنبر؟


-5-

وفي شهر آذار تستيقظ الخيل
سيّدتي الأرض!
أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟
وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور
كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل
هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة-
هذا نشيدي
وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.
في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
سيّدتي الأرض!
والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
بين الرماح وبين دمي.
نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل
حصانٍ على وترِ الجنس
في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربي
وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن
يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني صهيلك
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية
أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
وهذا ربيعي الطليعي
وهذا ربيعي النهائيّ
في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.

-6-

كأنّي أعود إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أعيدُ انسجامي
أنا ولد الكلمات البسيطة
وشهيدُ الخريطة
أنا زهرةُ المشمش العائلية.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديّ
أعيدوا إليّ الهويّة!

-7-

وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال
وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات
وواضحة كالحقول
العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات.
خديجة!
- أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبّهن الجديد؟
- ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-
قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.
وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:
تحيا بلادي
من الصفر حتّى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
ستمطرُ هذا النهار!
وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلب..
في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.

-8-

أنا شاهدُ المذبحة
وشهيد الخريطة
أنا ولد الكلماتُ البسيطة
رأيتُ الحصى أجنحة
رأيت الندى أسلحة
عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوّل
صار قلبي حارةْ
وضلوعي حجارةْ
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل


-9-

وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر. "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّرُ ! هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.
فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي
سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدةً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتْ في التداعي. رأيتُ شهيدين يستمعان إلى البحر: عكّا تجئ مع الموج.
عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.
ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!
إن الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.
فيا وطن الأنبياء...تكامل!
ويا وطن الزارعين .. تكاملْ!
ويا وطن الشهداء.. . تكامل!
ويا وطن الضائعين .. تكامل!
فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.
وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.

-10-

مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة
وعيناك نائمتان
أعودُ ثلاثين عاماً
وخمس حروبٍ
وأشهدُ أنّ الزمانْ
يخبّئ لي سنبلة
يغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساءُ مساء
وكان المغنّي يغنّي
ويستجوبونه:
لماذا تغنّي؟
يردّ عليهم:
لأنّي أغنّي
.....
وقد فتّشوا صدرهُ
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتّشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
وقد فتشوا صوته
فلم يجدوا غير حزنه
وقد فتّشوا حزنه
فلم يجدوا غير سجنه
وقد فتّشوا سجنه
فلم يجدوا غيرهم في القيود
وراء التّلال
ينامُ المغنّي وحيداً
وفي شهر آذار
تصعدُ منه الظلال


-11-

أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيّة في الفجر
هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني
يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجة
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.
يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا
أنا الأرضُ منذ عرفت خديجة
لم يعرفوني لكي يقتلوني
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض
هذا الترابُ ترابي
وهذا السحابُ سحابي
وهذا جبين خديجة
أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ
رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..
قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر
هذا احتمال الذهابِ الجديد إلى العمر،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض: هل نهضت
طفلتي الأرض!
هل عرفوك لكي يذبحوك؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟
وهل عرفوك لكي يذبحوك
وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟
أنا الأرض..
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جسدي!
أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جسدٍ
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمرّوا
لن تمرّوا
لن تمرّوا!





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 68


ريمي.91

جامعـي نشـيط





مسجل منذ: 17-10-2012
عدد المشاركات: 123
تقييمات العضو: 24
المتابعون: 24

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

وعاد في كفن

17-10-2012 07:10 PM






و عاد في كفن









يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

*

كان اسمه.. .

لا تذكروا اسمه!

خلوه في قلوبنا...

لا تدعوا الكلمة

تضيع في الهواء، كالرماد...

خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد

طريقه إليه. ..

أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...

أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!

أخاف أن تنام في قلوبنا

جراح نا ...

أخاف أن تنام !!

-2-

العمر... عمر برعم لا يذكر المطر...

لم يبك تحت شرفة القمر

لم يوقف الساعات بالسهر...

و ما تداعت عند حائط يداه ...

و لم تسافر خلف خيط شهوة ...عيناه!

و لم يقبل حلوة...

لم يعرف الغزل

غير أغاني مطرب ضيعه الأمل

و لم يقل : لحلوة الله !

إلا مرتين

لت تلتفت إليه ... ما أعطته إلا طرف عين

كان الفتى صغيرا ...

فغاب عن طريقها

و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!

-3-

يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب

لأمه : الوداع !

ما قال للأحباب... للأصحاب :

موعدنا غدا !

و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين

تقول إني عائد... و تسكت الظنون

و لم يخط كلمة...

تضيء ليل أمه التي...

تخاطب السماء و الأشياء ،

تقول : يا وسادة السرير!

يا حقيبة الثياب!

يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :

أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟

يداه سلتان من ريحان

و صدره و سادة النجوم و القمر

و شعره أرجوحة للريح و الزهر !

أما رأيتم شاردا

مسافرا لا يحسن السفر!

راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى

إن جاع في طريقه ؟

من يرحم الغريب ؟

قلبي عليه من غوائل الدروب !

قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!

قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !

يا دروب ! يا سحاب !

قولوا لها : لن تحملي الجواب

فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا

لأنه ...

لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !

-4-

يا أمه!

لا تقلعي الدموع من جذورها !

للدمع يا والدتي جذور ،

تخاطب المساء كل يوم...

تقول : يا قافلة المساء !

من أين تعبرين ؟

غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون

سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين

لحظتين !

لتمسحي الجبين و العينين

و تحملي من دمعنا تذكار

لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

يا أمه !

لا تقلعي الدموع من جذورها

خلي ببئر القلب دمعتين !

فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه

أو صديقه أنا

خلي لنا ...

للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !

-5-

يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

حرائق الرصاص في وجناته

وصدره... ووجهه...

لا تشرحوا الأمور!

أنا رأيتا جرحه

حدقّت في أبعاده كثيرا...

" قلبي على أطفالنا "

و كل أم تحضن السريرا !

يا أصدقاء الراحل البعيد

لا تسألوا : متى يعود

لا تسألوا كثيرا

بل اسألوا : متى يستيقظ الرجال








ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 69


magic angel

جامعـي مشــارك





مسجل منذ: 15-10-2012
عدد المشاركات: 68
تقييمات العضو: 5
المتابعون: 21

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : محمود درويش و موعد متجدد

01-08-2013 03:05 PM




كان اسمه.. .

لا تذكروا اسمه!

خلوه في قلوبنا...

لا تدعوا الكلمة

تضيع في الهواء، كالرماد...

خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد

طريقه إليه. ..

أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...

أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!

أخاف أن تنام في قلوبنا

جراح نا ...

أخاف أن تنام !!

 

رااااااااائعة لمحمود درويش رونقه الخاص دوما ♥






اضرب رصاصك حيثما شئت من جسدي ......
اموت أنا اليوم ........
ويحيى غدا بلدي







أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
التعليق باستخدام الفيسبوك
صفحة 7 من 7 <- 5 6 7
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة