............................. أجلي الرحيل
..................... أجلي الرحيل
أجلي رحيلك لو سمحتِ قليلا
اجليه ليومين أو ثلاثة
ولا تفكري أن تتركيني
فاني أخاف أن أغرق مع غيركِ
ولا أتذكر أنكِ كنتِ أكثر مني تعشقيني
لا تفكري ان ترحلي
ان الرحيل هو عينه المستحيلا
لا تجزمي
أن الجنون من قلبي صعب أن يرحل
وصعب كثيراً أن يؤجل
ومن المستحيل أبداً أن يقتل
ولا يبقى لوجوده ذكر أو تأويلا
فأجلي الرحيل
واكتمي عنا كل ما قيل
فلا تصدقي القيلا
تعالي نشحن هزل عشقنا
كي تزيديني في الجنون قليلاً
تعالي نقول : عن عشقنا بأنه ضعيف
فربما يصبح بطلاً
أو يكون في عيون القارئين قتيلا
فاجلي الرحيل ليوم واحد
حتى لا يقولون عنكِ انكِ كنت تمثلين
وانكِ لم تكونِ زهرة الياسمين
ولم تكوني قُبرة تغرد ليلا
ولم تكوني نارا تتوغل في قلبي
وتشعلني للعالمين فتيلا
بل كنتِ مجرد فتاة تتقن التمثيلا
فاجلي الرحيل قليلا
ان الانتقال الى قلب جديد صعب أن أتصوره
وصعب بعدكِ أن أقرره
فكيف تطلبين من قلبي
بعدك أن ينام قريرا
وكيف تطلبين منه بعد الرحيل
ان يكون مع الاناث رجلا نبيلا
اجلي الرحيل قليلا
لاني ضد الرحيل والا حتمال
وضد السقوط والزوال
أريد دائماً أن أراكِ في كل فسحة
وتريني
فان تحدثت عيناكِ كان الحديث طويلا
وان انصتت شفتاكِ كان الانصات
منها جميلا
لم ارى فيكِ أبداً قبحاً
حتى وان كان دخيلا
فلما ترحلين وتتركيني بين القوافي قتيلاً
لم رميتي قبلاتكِ في الهواء
وتقولين : انك بعد اليوم
لم تكن لي يوماً حبيبا
وبغير الرحيل لن ارتضي حلاً
وبغيره لن يكون بديلا
لما جعلتني أقول في عينيك غزلاً
بريئاً عذبا ً كريما
ثم تقولين عنه كذباً أصيلا
تعالي فان الجنون معركتي وشغلتي
لا أستطيع ان ارفضها
ولا أستطيع أن اقتلها وادفنها
وأهلّ عليها التراب
لأن ارض البلاد
في كل شبر منها دفن قتيلا
فلا أستطيع أن أقيم عليها
صلاة الوداع
كما الخل المفارق خليلا
تعالي ... فلا استطيع ان اكون ممثل
وعلى خشبة عينيكِ أدعي التمثيلا
تعالي كي أكون المخرج لجمالكِ
بين العالمين
فقبل ان ترحلي
دعيني أخرج المشهد الاخيرا
تعالي فان الرحيل ليس هو المشهد
اجعليه هو الموعد
الذي به نبدأ التمثيلا
اكتب اليك علّ كتاباتي لا تبقيكِ واقفة
كي تعودي الى أحضان كلماتي مسرعة وباكية
كي تقولي العشق بدونك ظلام دامس
وانت فيه فقط تشع قنديلا
وكنت تقلدينني بالاقوال
فكلما اقول كلمة
تطلبين مني ان اعيدها
فما ان اعيدها حتى يصفق قلبكِ لها
أحلى الايام كنا نعيشها
وقد كان قلبكِ معي خلاً وفيا
واطهر خليلا
فأجلي الرحيل قليلا
أجليه ودعينا فقط
ندخل خارطة النسيان
دعينا ننسى كيف التقينا
وكيف سافرت حروفنا معاً
وننسى الملتقى الذي التقينا فيه
ولا نذكر من لقائنا الاول دليلا
انا اطلب منكِ
أن تؤجلي الرحيل
لاني عشقتكِ وأنتِ أكثر مني تعشقين
................................الرجل الكريما!