لعلنا نسمع كثيراً في هذه الأيام عن ما يسمى بتكنولوجيا النانو وربما يتبادر إلى أذهاننا ما المقصود بهذه التكنولوجيا وما هي تطبيقاتها وما الفائدة التي نجنيها منها ؟
هذه التكنولوجيا هي نتاج التطبيقات التي يمكن أن تنتج عن العلوم الخاصة بدراسة الذرات والجزيئات وذلك بالعمل على التلاعب بها وتغيير خصائصها بهدف خلق مكونات ورقائق الكترونية أصغر بآلاف المرات (وربما بملايين المرات) من تلك الموجودة والمستعملة الآن في العديد من المجالات العلمية .
وقد قام دريكسلر Eri Drexler بوضع تعريف محدد لهذا العلم وأعطاه أيضاً الاسم المعروف اليوم فقال " إنها تقنية على مستوى الجزيئات الذرية التي ستمكننا من وضع كل ذرة حيث نرغب نحن في وضعها فلنسم هذه القدرة تكنولوجيا النانو لأنها ستعمل على مقياس النانومتر الذي هو جزء من المليار من المتر"
وبالتالي هذه التكنولوجيا هي التي تسمح لنا بصناعة أشياء وأدوات ومواد لها أبعاد بمقياس أجزاء من النانومتر .
• تطبيقات تكنولوجيا النانو :
إن البنى النانوية تقدم للإنسان العديد من الإيجابيات أولها التوفير في المساحة المستخدمة ثم إنها تمكننا من التحكم بخواص المواد دون تغيير تركيبتها الكيميائية والآن سوف أقدم لكم بعض الأمثلة على تطبيقات تكنولوجيا النانو .
1- في الطب :
إن تكنولوجيا النانو تشكل جزء أساسي في الطب فعلى سبيل المثال (الأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة تكون مثلاً بسبب تسلسل غير صحيح للذرات فالأدوات القادرة على إعادة ترتيب الذرات ستكون أيضاً قادرة على السماح لهؤلاء الأشخاص بتجاوز عللهم وذلك باستخدام تكنولوجيا النانو) أيضاً نجد في تطبيقات هذه التكنولوجيا ما يسمى الـ Nanocatalysis الذي يسمح باستخدام الأنزيمات ، حيث أن الأنزيمات قادرة على إنتاج مواد كالحوامض تكفل حدوث التفاعلات الكيميائية اللازمة لاستمرارية الخلايا الحية فإن استعمالها سيضمن تسريع حدوث التفاعلات الكيميائية المطلوبة . من المتوقع في المستقبل القريب الوصول إلى استخدام هذه التكنولوجيا أيضاً في العمليات الجراحية لتصحيح أو تحفيز الخلايا لتمكينها من التكاثر مجدداً .
2- في الكمبيوتر :
أول ما علينا ذكره هو أن الإنترنيت بالصورة التي نعرفها بها اليوم لم تكن لتوجد لولا تكنولوجيا النانو فكل التطورات الخاصة بالألياف البصرية المستعلمة في جميع نقاط الشبكات العالمية جاءت من هذا الحقل العلمي .
الاتجاه الآن هو لاستخدام هذه التكنولوجيا على نطاق واسع في تصنيع أجزاء الكمبيوتر،أيضاً التكنولوجيا المعتمدة على السيليكون تكاد تصل إلى أقصى حدودها الممكنة إن لم تكن قد وصلت إليها بالفعل لهذا بدأت العمليات بالفعل في تطوير بدائل الترانزستورات الحالية بأخرى تعتمد على تكنولوجيا النانو في صناعتها فقد قامت شركة IBM بالفعل بتصنيع مجموعة من الترانزستورات من أنبوب رقيق جداً يسمى Carbon Nanotube هذه الترانزستورات هي أرفع بـ 10.000 مرة من شعرة.
وقد صرحت شركة Intel بأنها سوف تقوم بحلول عام 2010 بطرح المعالج من نوع NanoProcessor هذا المعالج سيكون طوله جزء من المليار من المتر ( نانو متر واحد ) وعرضه سيساوي ثلاثة ذرات مصفوفة الواحدة بجانب الأخرى هذه الأبعاد قادرة على استيعاب 400 مليون ترانزستور نانوي في رقاقة يمكنها الوصول إلى 10 GHz .
3- على مستوى البيئة :
فمن أفضل ما ستقدمه هذه التكنولوجيا هو تخفيض النفايات الصناعية التي تنتج عن استخدامات الآلات المختلفة .
وهناك تطبيقات عديدة أخرى لتكنولوجيا النانو لا تنحصر في مجالات أخرى لا يسعنا ذكرها .
- انتهى –
مع تحيات NGEL EYES