رد مشاركة : فجر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة... كتاب من نافذة الشمس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبي... أختي أسيل
أشكركم من كل قلبي على مروركم من جديد...
بالنسبة لهذا الكتاب..فهو لا يحتاج إلى وقت طويل في القراءة..حتى أننا نلاحظ بأن أسلوب الكتاب سريع ،حيث أن الكاتب تحدث بشكل مختصر وسهل وبسيط جداً ويمكن فهمه من قبل جميع الناس من مختلف المستويات الثقافية...
ولكن لم ألمس تعظيم الذات بشكل كبير –كما ذكرتي اختي أسيل- أنا لا أخفيكي بأن الأنانية كانت واضحة في نصائح الكاتب في بعض المواضع ولكن ليس لدرجة تعظيم الذات... بصراحة هناك بعض الأمور التي تستحق الوقوف عندها..وأول ما لفت نظري منها كان فقرة "راحة البال"...حيث قال:
اقتباس
إن راحة البال يجب أن توجد قبل العمل الجيد وليست نتيجة له . إذا كنت تتمتع بوجود نوايا حسنه لديك ، سيمكنك حينئذ أن تحظى براحة البال .
إن راحة البال تكمن في قبول الأشياء الجيدة لديك ، وعزمك أن تفعل الصواب .
فعلا... لقد جعلتني هذه الكلمات أشعر براحة بال وبهدوء نفسي مطلق لم يسبق لي أن شعرت به من قبل... وهناك العديد من النصائح أيضاً التي ذُكرت وكان لها أثر كبير في نفسي..حتى شعرت بأنها تحدثت عن مواقف كنتُ قد مررتُ بها سابقاً..ولعلّ أجلَّها وأكثرها وضوحاً كان في فقرة "
عندما ينجح أصدقاؤك"...
لأني في فترة من فترات حياتي كنتُ قد عشتُ مرارة التأخر عن أصدقائي في مرحلة التخرج... وكان كلام الكاتب يتحدث عني...ليس فقط عني... بل عن الجميع... أريد أن أذكر بعضاً مما قال لأني أعلم بأننا جميعاً قد نمرّ في نفس المرحلة وقد نشعر بنفس المشاعر وربما قد نعاني من الخجل واللوم والشعور أحياناً بالدونية أو بالنقصان... لذا أرجو أن تدخل هذه الكلمات إلى قلب كل من قرأ الكتاب..وكل من يريد قراءته..
اقتباس
إننا جميعًا نتمنى الخير لأصدقائنا ، ولكن ليس لدرجة كبيرة .
لا تجعل هذا الأمر يعوقك .لا تنس أنك في النهاية إنسان .إنك تريد لأصدقائك النجاح ، ولكنهم
عندما ينجحون في حياتهم بينما لا تزال غير واثق من نجاحك ، فإنك تخشى أن تظهر تخلفك عنهم .
ولأن أصدقاءك هم أقرب الناس شبهًا لك ، فإن نجاحهم يجعلك تتسائل :
"ولماذا لا أنجح أنا ؟" إننا جميعًا ينتابنا ذلك الإحساس .
لاشيء يجعل الناس يتنافرون مثل النجاح .
دع أصدقاءك يفضون إليك بنجاح قد حققوه دون أن يكون لديك إحساس بالغيرة أو تطلب منهم
أن تشاركهم هذا النجاح .
كل ما عليك قوله هو : "لا أحد يستحق ذلك أكثر منك ".
ربما يكون ما تقوله هو الحقيقة .
ولكنك بالتأكيد ستكون صديقًا حقيقيًا .
من أكثر الأمور التي لم أحبذها في الكتاب هي الأنانية... كما ذكرت سابقاً..ولعلّ هذا كان واضحاً في فقرة "
أسعد نفسك".. حيث قال:
اقتباس
كلما حاولت إرضاء الآخرين ، فإنك بذلك تجعل مشاعرهم أهم من مشاعرك .إذا أجلت سعادتك وقدمت عليها سعادة الآخرين –حتى لو كنت تعتقد أنك تفعل هذا بدافع من الحب – سينتهي بك الحال إلى الشعور بخيبة الأمل إزاء ردود أفعالهم تجاهك .
وهنا أجد تناقضاً عند الكاتب نفسه في أمرين... بأنه نصح بعدم الاهتمام والاكتراث بمشاعر الآخرين ودائماً تقديم مصالحنا ومشاعرنا وأنفسنا على كل ما حولنا..ولكنه قال فيما بعد:
اقتباس
إني أمنح حبي للجميع دون شروط ولا أنتظر شيئًا في المقابل
قد ذُكرت هذه الجملة –أو بما معناها – كثيراً في الكتاب... وأعتقد بأن التناقض بات جليلاً... فكيف بامكاني منح حبي للجميع لكي أشعرهم بالسعادة والطمأنينة والراحة بشكل يتناقض مع ما ذُكر سابقاً في فقرة "اسعد نفسك"...
على كل حال أعتقد بأن ما كان الكاتب بحاجته هو الآتي:
عن أنس رضي الله عنه :عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((
لا يُؤمنُ أحدكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسهِ)) (متفق عليه: بخاري ومسلم)
لقد أمرنا الاسلام بأن نتمنى الخير للآخرين كما نتمناه لأنفسنا، ومن حقّ الآخرين عليّ أن أُشعرهم بالسعادة وأن أحاول نشر السعادة والبهجة في كل مكان أحلّ فيه (في البيت- في المدرسة- في الجامعة- في العمل...الخ) ... عندما أقوم بجعل الجو والمكان الذي أكون فيه يعمّ بالفرح والسرور فهذا بدوره سيؤثر عليّ شخصياً وسيجعلني سعيدة ومسرورة... لا يمكن لأي أحد منا أن يقدّم سعادته على سعادة الآخرين.. وجدلاً لو حاولت أن أكون سعيدة وأن أعيش في عالمي الخاص ودخلتُ إلى منزلي فوجدتُ أمي أو أبي في حالة حزن، فهل من الممكن أن أتمتع أنا بسعادتي في حين بأن أقرب الناس الي لا يشعر بالبهجة؟؟...
وسأبتعد عن جو المنزل... وسأفرض مثلاً بان أحد زملائي في العمل او في الجامعة قد تعرّض لموقف صعب أو فقد أحد أقربائه مثلاً فهل من الممكن أن أتواجد معه في نفس المكان وأنا في قمة السعادة دون اي مراعاة لمشاعره ولما يمرّ به...
ولهذا هنا أنا أقف ضد الكاتب في تجاهل مشاعر الآخرين وسعادة الآخرين وتقديم سعادتي عليها...مع ذلك أريد أن أذكر بأنه من الضروري أن نُعطي دون مقابل لأن المقابل من الاخرين هو فقط "غودو" الذي لم ولن يأتي أبداً..
هناك العديد والعديد من الأفكار التي تستحق اعادة الذكر...ولو أردت ذكرها جميعاً لأعدت نصف الكتاب أو ربما أكثر... ولكن جملة أخيرة استوقفتني..أحببتها ورأيت بأنه من الجميل ذكرها...
تذكر أن المعاناة في النهاية هي مجرد اختيار
هذه العبارة أيقظت عندي يقيناً بأن حياتنا هي اختياراتنا.. نحن نختار نمط الحياة الذي نريد.. سعيدة أم بائسة.. مفعمة بالحيوية أم مريضة بداء الروتين..مشرقة بالحب والتفاؤل والخير أم قاتمة بالكره والحقد والتشاؤم... كل شيء في حياتنا مبني على الاختيارات، ومن المهم أن نميّز بين الخيارات الصحيحة والأخرى الخاطئة والتي قد تقودنا في طريق اليأس ... ليس الحياة هي ما يحكمنا..وليس القدر يسيرّنا دائماً كيفما يريد.. وليست الظروف هي التي تتحكم بنا... مهما كانت الظروف قاسية ومهما كانت المشاكل التي تحيط بنا صعبة ولكن نحن الذين نتحكم بالأمور من خلال تحكمنا بردود أفعالنا على ما نمّر به يومياً من تجارب ومشاكل وأحداث ستحدث تغيراً بشكل بطيء في حياتنا... نحن قد لا نلحظ الآن هذا التغير لأنه ليس واضحاً ولكن ربما على مدى السنين قد نندم على طريقة تصرفنا أو على قرار اتخذناه بشكل خاطئ عندما كنا نملك الخيار ما بين أمرين... لذا أكرر واقول بأن حياتنا هي اختياراتنا..لذا اختر بشكل صحيح دائماً..
أعتذر على الاطالة في الحديث..وبودّي لو أستطيع التعليق على كل فقرة على حدى...ولكن هذا غير ممكن
محبتي للجميع