إن العمارة الخضراء احد الاتجاهات الحديثة في الفكر المعماري والذي يهتم بالعلاقة بين المباني والبيئة .فهي يجب إن تقابل احتياجات الحاضر دون إغفال حق الأجيال القادمة لمقابلة احتياجاتهم أيضا .
فان المباني الخضراء ماهى إلا مباني تصمم وتنفذ وتتم أدارتها بأسلوب يضع البيئة في اعتبارة كما إن احد اهتمامات المباني الخضراء يظهر في تقليل تأثير المبنى على البيئة إلى جانب تقليل تكاليف انشائة وتشغيلة .
فهي دعوة إلى التعامل مع البيئة بشكل أفضل يتكامل مع محدداتها , وتسد اوجة نقصها أو تصلح عيبها أو تستفيد من ظواهر هذا المحيط البيئي ومصادرة ومما سبق يمكن تعريف العمارة الخضراء بأنها : عملية تصميم المباني بأسلوب يحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والموارد مع تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال على البيئة مع تعظيم الانسجام مع الطبيعة .
العمارة الخضراء ليست بفكر جديد :
يمكن ملاحظته في مأوى الكائنات الأخرى من الحشرات والطيور والثدييات الصغيرة فلقد أودع الله في العنكبوت مهارات خاصة تمكنه من نسج الخيوط بأسلوب هندسي حاذق وبأشكال مختلفة تتناب مع طبيعة المكان الذي ينسج فية بيته
وأيضا بيوت النحل هذة محكمة فى غاية الدقة والإتقان فى تسديها ورصها فلو تأملنا الشكل المسدس فإننا نجدة الشكل الوحيد من بين الإشكال المسدس
إما النمل فيبنى بيوتا تتوافر داخلها الرطوبة والدف وهو يستخدم فى سبيل ذلك مادة بناء خاصة يتخيرها من الطين الردى التوصيل للحرارة كما يختار موقع المسكن بحيث لا تغمره مياة الأمطار او الفيضان على منحدرات كثبان الرمل
وفى مصر الفرعونية فقد تم توجية أسطح الاهرامات نحو الجهات الأصلية بدقة عالية وتم عمل مجريان يخترقان جسم هرم خوفو فتحاتها فى غرفة الملك .
كما تم توجية مداخل المعابد بحيث تصل أشعة الشمس (أشعة الإلة رع ) الى داخل قدس الأقداس فى شروقها يوما فى السنة يطلق علية يوم مولد المعبد .
إما اليونانيون القدماء فقد اهتموا بالاستفادة من الإشعاع الشمسي للحصول على التدفئة اللازمة لمبانيهم .
مبادئ العمارة الخضراء :
1- الحفاظ على الطاقة : -
فالمبنى يجب أن يصمم وشيد بأسلوب يتم فية تقليل الاحتياج للوقود الحفري والاعتماد بصورة اكبر على الطاقات الطبيعية
2- التكيف مع المناخ : -
يجب إن يتكيف المبنى مع المناخ وعناصره المختلفة ففي اللحظة التي ينتهي فيه البناء يصبح جزءا من البيئة كشجرة أو كحجر ويصبح معرضا لنفس تأثيرات الشمس أو الأمطار أو الرياح كاى شئ أخر متواجد فى البيئة . فإذا استطاع المبنى أن يواجة الضغوط والمشكلات المناخية وفى نفس الوقت يستعمل جميع الموارد المناخية والطبيعية المتاحة من اجل تحقيق راحة الإنسان داخل المبنى فيمكن إن يطلق على هذا المبنى بأنه متوازن مناخيا
فمثلا نجد إن المسكن الجليدي بتشكيلة الخارجي المتميز وتشكيل فراغه الداخلي يوفر المعيشة فى مكان مرتفع يتجمع فية الهواء الساخن للتدفئة بعيدا عن المناخ الثلجي القارص البرودة بالخارج وبأسلوب بسيط وفى المقابل نجد ان المسكن ذو الفناء الداخلي يقوم بتخزين الهواء البارد ليلا لمواجهة الحرارة الشديدة نهارا فى المناخ الحار الجاف يعمل التشكيل العام لكتلة المسكن الاستوائي على تسهيل حركة الهواء خلالة مما يساعد على التخلص من الرطوبة العالية التي تعمل على زيادة الإحساس بالسخونة وكلها أساليب معمارية فطرية استخدمها الإنسان لمقاومة قسوة المناخ .
3- التقليل من استخدام الموارد الجديدة : -
هذا المبدأ يحث المصممين على مراعاة التقليل من استخدام الموارد الجديدة فى المباني التي يصممونها كما يدعوهم إلى تصميم المباني وإنشائها بأسلوب يجعلها هي نفسها أو بعض عناصرها – فى نهاية العمر الافتراضي لهذة المباني – مصدرا وموردا للمباني الأخرى فقله الموارد على مستوى العالم لإنشاء مباني للأجيال القادمة خاصة مع الزيادات السكانية المتوقعة يدعو العاملين فى مجال البناء للاهتمام بتطبيق هذا المبدأ بأساليب وأفكار مختلفة ومبتكرة فى نفس الوقت .
4- احترام الموقع : -
الهدف الاساسى من هذا المبدأ إن يطأ المبنى الأرض بشكل وأسلوب لا يعمل على إحداث تغييرات جوهرية فى معالم الموقع ومن وجهة نظر مثالية ونموذجية إن المبنى إذا تم ازالتة أو تحريكة من موقعة فان الموقع يعود كسابق حالتة قبل أن يتم بناء المبنى .
وتعتبر قباب وخيام البدو الرحل احد الأمثلة المعبرة عن هذا المبدأ فهذه الخيام يتم نسجها من شعر الأغنام والإبل ويتم تدعيمها وتثبيتها ببعض الأوتار الخشبية والحبال فقط وعند رحيل البدو إلى أماكن أخرى بحثا عن الكلأ لرعى أغنامهم فنلاحظ عدم حدوث أية تغيرات جوهرية بالموقع وربما لا يستدل على أقامتهم إلا من بقايا رماد النار التي كانوا يشعلونها لطهي الطعام اوللتدفئة ليلا.
5- احترام المتعاملين والمستعملين : -
فبالنسبة للعاملين فى الصناعة البناء فانه من اللازم اختيار أساليب تنفيذ تقلل من الأعمال الخطرة غير الآمنة والتي تؤدى فى كثير من الأحيان إلى الحوادث أو مصرع العمال إثناء تأديتهم لإعمالهم .
كما أن حد جوانب احترام مستعملي المبنى يظهر فى أهمية التأكيد على جودة عمليات التشييد لمجابهة بعض الكوارث البيئية للأعاصير والزلازل مثلا .
6- التصميم الشامل :
إن جميع مبادئ العمارة الخضراء يجب إن تراعى بصورة متكاملة فى إثناء عملية تصميم المبنى أو تخطيط المدينة وربما يكون من الصعب فى الواقع العملي تحقيق كل المبادئ السابقة ولكن مع الدراسة الدقيقة والمتأنية إلى جانب اقتناع المجتمع بهذا الفكر فلن يكون ذلك مستحيلا.
نموذج مبنى بنى على أسلوب العمارة الخضراء :-
برج ميسينياجا بكووالالمبور :
يتكون البرج من 15طابقا وهو يعكس نتائج الدراسات التي قام بها مصممة على المباني العالية فى المناطق الحارة لذلك فقد استخدم العديد من المعالجات المناخية فى تصميم مبناه بداية من التشجير اللولبي الذي يرتفع على واجهة المبنى والتشجير المائل فى الأدوار السفلى والنوافذ الغاطسة فى الواجهات الشرقية والغربية والواجهات الزجاجية فى الواجهات الشمالية والجنوبية.
كما تم وضع بطارية الخدمات فى الواجهة الشرقية المعرضة للشمس لتوفر الحماية للفراغات الداخلية من أشعة الشمس القوية كما تسمح بالإضاءة والتهوية الطبيعية للسلالم ودورات المياة مع استخدام كاسرات شمسية فى جانب المبنى العرض للشمس كما استخدام المعماري التراسات الخارجية والأفنية المعلقة التي تلتف حول الواجهات لتوفير التهوية الطبيعية للفراغات الداخلية وأخيرا فان أهم ملامح هذا البرج الدائري هي التغطية المفرغة فوق سطحة العلوي والتي علو حمام السباحة
لقد تميز هذا المشروع بمعالجات مناخية جريئة ومدروسة فى واحد من المباني المرتفعة بمنطقة ذات مناخ استوائي وبأساليب غير تقليدية أو نمطية تتم عن وعى بيئي راقي وتجعلة نموذجا للمباني المرتفعة الصديقة للبيئة والتي تبنى فى البيئات الحضرية ذات المناخ الحار الرطب
العمارة الخضراء ( العمارة الذكية ):
التفاعل بين الإنسان والعمارة والبيئة هو مظهر رئيسي من مظاهر الحضارة الإنسانية. في أثناء الثورة الصناعية ظهر فهم خاطئ بهذه العلاقة فقد اعتقد الإنسان ان عليه ان يظهر قدرته على قهر الطبيعة مستخدما أدواته وإمكانياته التقنية، ولم يتبين خطأه إلا بعد ان بدأت الأزمات البيئية في الظهور.
ولم تدمر العمارة المدمرة البيئة فقط وإنما دمرت أيضا الهوية والسمات الثقافية للمكان.
بدأ المعماريون في إعادة تعريف كلمة العمارة الخضراء بالعمارة الذكيةلإقناع المستخدمين بمزاياها وقدرتها على الوفاء بالحاجات الوظيفية للمنشآت، لكن كانت المشكلة في تركيز العمارة الخضراء دائما على ترشيد استهلاك الطاقة وتحقيق الراحة الفيزيائية للمستخدمين فقد كان الاهتمام منصبا على إنقاذ الطبيعة فقط.
العمارة الذكية هي تلك العمارة التي تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقات الطبيعية وإلى استخدام المواد الطبيعية في البناء. ومثل هذه العمارة تحقق هدفين غاية في الأهمية في وقت واحد فهي أولا تقلل الضغط على موارد الطاقة الطبيعية غير المتجددة كما أنها ثانيا تعزز الاستخدام وتزيد من كفاءة استخدام المنظومة المعمارية.
ولا نستطيع تجاوز هذه المرحلة دون الالتفات إلى ما حدث في "الغورنة" تلك القرية التي ظهر فيها فكر المعماري المصري "حسن فتحي" عام 1946م والتي اعتبرت العمود الفقري لحركة العمارة الخضراء في مصر.
الحياة هي بالتأكيد شيئ معقد للغاية و الحياة الجيدة دون شك ليست بالأمر السهل ولكن العيش بطريقة أفضل مما اعتدنا عليه هو بالتأكيد أمر ممكن .
أفكار ومبادئ معايير خواطر أراء وكلها موجهة ضمن خط واحد :
أن تعيش حياتك بأفضل صورة ممكن أن تكون بعضها يتتطور أكثر من غيره وبعضها ما زال في طور التقدم والظهور و العديد لم يخرج بعد وكلها مجتمعة تشكل جزء من فلسفة الحياة وهي الانطلاق من الواقع يساعدنا على العيش بطريقة أكثر اكتمالا و الانسجام مع من وما هو موجود
المشروع البيئي :
التصميم البيئي يعني ايجاد أبنية صحية لا تؤثر أو تغير كثيرا في البيئة المحيطة وقد كان للعمارة دائما هذا الهدف ولكن المواد الانشائية التي استخدمت في عصرنا الحالي ناقضت هذا بأكثر من طريقة تعود العمارة البيئية إلى هذه المبادئ القديمة التي قامت عليها العمارة اساسا لقد حصل هذا نتيجة الأزمات البيئية وتزايد الاهتمام بالنواحي الصحية وأولى الدراسات التي تناولت نظريات توفير الطاقة والحد من التلوث تعود إلى الستينات من القرن العشرين .
معظم الناس يقضون 90% من أوقاتهم ضمن بيئة مغلقة و التصميم السيئ ووجود المركبات السامة في بعض مواد البناء قد يكون سبب انتشار العديد من الأمراض الشائعة .
انظر تحت قدميك ************وابنى بيتك