بدأت أيام الصيف التي لم اشعر حتى بحرارتها ، فمنذ أن سافر أهلي بقيت في بيت عمي الذي كان مريضاً واشتد به المرض وأدخل إلى العناية المشددة ، وبينما كنت مع أولاد عمي في المشفى خرج إلينا الطبيب مطرقاً وأخبرنا أن الوضع متأزم جداً ولما سألناه الحل ، أجابنا بأنه بحاجة كل يوم إلى حقنة ليعيش وإما الطامة الكبرى حين قال أن ثمن الواحدة منها ثلاثة آلاف ليرة ، لقد كان الوضع المادي لا يتحمل مثل هذه الأرقام ، ولكن أصر أولاد عمي على تحمل هذا الإعباء ، على كل حال لم يدم هذا الجدال طويلاً ليأتي بحقنة وبينما نحن بانتظاره حضر الطبيب وأخذ أكبر أبناء عمي إلى طرف بعيد وبدأ يحادثه فأخذ يثور ثم عاد من جديد إلى هدوئه وبدأت عليه الحيرة الشديدة وفي هذه الأثناء عاد ابن عمي الآخر بالحقنة
قال الدكتور : إن هناك شخصاً بحاجة إلى قلب والمطلوب هو قلب عمي .
لم أكن أتصور أن أغلى أعضاء الإنسان سيصبح سلعة للتبادل ولكن هذا هو الواقع ، أبناء منقسمون ومختلفون في آرائهم وأنا محتار ، بعد قليل يصل والد هذا الشخص ، وهذا الشخص فتاة وصل والدها وكان في غاية الأسى والقلق ثم قال لنا بأنه مستعد لدفع أي مبلغ من المال فهل سنفكر في بيع قلب عمي وبالتالي قتله ؟ قال ابن عمي الأكبر : لا .