السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكتاب الذي اخترته لنقرأه سوياً هذه المرة من نوع آخر... لأنه يبحث في أمور تغيير الذات وتطويرها نحو الأفضل وايقاظ الوعي نحو الطرق الصحيحة في تنمية الشخصية.
الكتاب اسمه "اكتشاف الذات" وهو بداية لسلسة من عدة كتب سنقرؤها معا بإذن الله تدعي بسلسة التنمية الشخصية (دليل التميز الشخصي) للمؤلف الدكتور عبد الكريم بكار
ذكر الكاتب في المقدمة قائلاً:
لا خلاف اليوم في أننا نعيش عصر التطورات السريعة ، فما تم إحرازه من تقدم علمي ، إلى جانب التوسع الهائل في استخدام نظام التجارة ، أدياً إلى تغير بيئات حياتنا الخاصة ، وبيئات أعمالنا العامة ، كما أديا إلى تغيير في أشكال العلاقات القائمة في مجتمعاتنا.
ونتج عن كل ذلك تغييرات واسعة في الإمكانات التي نملكها والتحديات التي تواجهنا. وقد استوجب كل ذلك التركيز على تنمية المفاهيم والقدرات الشخصية لكل واحد منا ، حتى نعيد تأهيل أنفسنا للتعامل مع المعطيات الجديدة.
إن الإنسان في الرؤية الإسلامية هو مركز الكون ، ودليل ذلك تسخير الله – جل وعلا – له كل ما يمكن أن يصل إليه ، كما قال سبحانه – (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه). ولذا فإن السواد الأعظم من نصوص الكتاب والسنة يدور حول مسائل النهوض بالإنسان وترقية حاله ، وتهيئة الأجواء والبيئات التي تساعده على ذلك.
وحديث النصوص عمّا سوى ذلك من شؤون العمران وتوفير وسائل العيش محدود للغاية ؛ مما يدل دلالة واضحة على أن المنهج الرباني الأقوم يستهدف الإنسان على نحو أساسي ؛ فإذا صلح أمكنه أن يصلح كل ما حوله ، وإذا فسد أفسد كل ما حوله.
والتوجهات الحديثة في مجالات الإدارة والتدريب وتنمية القوى البشرية في العالم الغربي أخذة شيئاً فشيئاً في الانجذاب نحو الرؤية الإسلامية ، كلن تنقصها – مع الأسف الثوابت والمرجعيات والأسس الأخلاقية.
هناك اليوم شعور عام بأن إرادة الإنسان آخذة في الضعف والتدهور ؛ بسبب كثرة المنتجات المادية التي أصبحت تتحكم فيها ، وتملي متطلباتها عليها. وهذا يتم في الوقت الذي تزداد فيه المغريات بالانحراف والاستغراق في المتع والملذات وشؤون اللهو ؛ مما يستدعي وقفة جادة حيال هذه المسألة ، لعلنا نحاول استرجاع ما فقدناه من الإرادة الصلبة والهمة العالية ، وإلا فإن العواقب ستكون أسوأ مما نظن بكثير.
إن أمة الإسلام لم تملك كثيراً من الإمكانات المادية والثروات (علماً بأن التقدم العلمي يهمش باستمرار قيمة الثروات الطبيعية) ولا الكثير من التقدم التقني ؛ لكنها تملك شيئين مهمين : المنهج الرباني الأقوم ، ثم الثروة البشرية المتزايدة بقوة. وهذه الأعداد المتزايدة من البشر يمكن أن تصبح عامل رجحان وغلبة في الموازين العالمية ، إذا أحسن توجيهها وتدريبها وتربيتها. وإذا قصرنا في ذلك ، فيمكن أن تتحول إلى عبء كجيش لم يُدرب ولم يسلح ولم يحصن ، فأصبح هدفاً سهلاً لنيران العدو.
كما أضاف أيضاً:
إنني في هذا الجزء من هذه السلسلة سأقدم مداخل وإضاءات لقضايا عديدة تتصل بتكوين الذات واكتشافاها ، كما سأقدم بعض المرشدات والمؤشرات التي توقظ وعي المسلم نحو الآفاق الممتدة والمتعددة لتنمية شخصيته والنهوض بها ، وسأسوق تلك المرشدات والمؤشرات ما يتصل بالجانب المعرفي النظري ، ومنها ما يتصل بالجانب العملي السلوكي.
وسيكون على القارئ أن يقيم نفسه – إن شاء – من خلال درجات يضعها لنفسه تجاه كل سؤال في المسار الذي يعتقد أنه ملائم لرؤيته ووضعيته.
وأحب أن أؤكد هنا أن الدرجات التي سيحصل عليها القارئ لا تدل دلالة واضحة و دقيقة على وضعيته العامة ، لأن المرشدات والمؤشرات المذكورة ليست مقننة ولا معايرة على أي بيئة من البيئات غاية ما في الأمر أنه سيكون في إمكان المرء أن يستأنس بها في محاولته اكتشاف ذاته ومعرفة سويته في المجالات المختلفة.
سأكتفي بهذا القدر فقط..وسأترك لكم اكتشاف ذاتكم وأنفسكم من خلال قراءة الكتاب والتبحّر فيه.
تحيتي للجميع