شام الغالية.......
هنيئاً لكي باستقبال هذا الضيفِ...صاحب الظلِّ الخفيف......
هنيئاً لكي و لتلك الأرض باستقبال الشتاء.....
بعد ان قيّدَتهُ
أصفادُ الغيومِ ورائها........
صدّقيـني يا عزيزتي.......
لن يغفل عن ناظريك مظهر الموّدة الحميمية بين ثغر الارض و خيوط المطر....
سترينه كل يوم .........
طالما انك تقطنين على أرض دمشق.....
-تلك الارض التي استقبلتْ معك هذا الضيف ....-
فان عينيك لن تحرم من هذا المنظر مجددا.....
حقا يا صديقتي....
لله درُّ الشتاء....
نراه باردا قارسا....
لكن اليوم......
نعانق نسماته الباردة.....
و إذ بنا ننتشي بنشوة الدفئ .....
و نشعر و كأننا في احضان أمهاتنا .......
أروعْ للشتاء من ضيفٍ رائع.......
.....
يا صديقتي......
لم يكن هو شعورك وحدك... بقدوم الحب مصحوبا بالشتاء......
لكن يا صديقتي....
لم يأتي هذا الحب من بعيد
نلمح طيفه مع الشتاء,,و لكن ليس لزوما أن يأتي معه ..
من مكان بعيد...
من سجن الغيوم و زنزانة السماء......
لا...
ان هذا الشتاء قد أيقظ مارد الحب في قلوبنا فقط
ارسل له حبة من مطر.....تمسح ضباب أعيننا كي نرا الحب جيدا...
و تمسح سبات عينيه -للحب- كي يستيقظ مجدداً
و يقوم ...
وينتصب على كلتا قدميه....
و يُقطِّع نفسه الى ذرات و نُوى.....
لينثر نفسه كما قلتي,, لمن يجد في قلبه و روحه مكانا لتلك النوى و الذرات....
ربما يا صديقتي...
حبك الصامت ..كان وراء رؤيتك لهذا الحب...بالمنظر الرمادي الشاحب....
يا صديقتي...
أطلبي من خيوط المطر......... حبة
و امسحي كلتا عينيك...
عندها ستبصرين نور الحب اللافت....و ليس ذاك الضباب الخافت....
....
هنيئا لكي ايتها الصبية الشرقية......
كيف استطعتي ان تكسبي صدر السماء...
كي تجعليها تنحت تجاويف عينيك....
هنيئا لنا بك...
لأنك بتلك الصداقة.....
و هبتنا رسائل الخير...
المكتوبة ....بلغة المطر......
أسأل الله ان تبقى ابديةً...
ان تبقى حاملة لكل معاني الحب و الخير و السعادة....
الى الابد....
....
هنيئاُ لَكْي أُخرى
ما طبيعة ذلك الحب الذي أراكِ به تغرقين.....
لماذا أرى خيوط المطر تمسي كالـ هارمونيكا...
و أرى نفحاتِ الهواء البارد و الدافئ معا
يدخل بين ثناياها ...كي تعزف لحنا رائعا ...ليس هو إلّا تعبيرا عن حبك يا صديقتي......
لماذا أرى خيوط المطر تتهيـئ بشاكلة رجل...
يطرق باب بيتك .....
كي يمسك يدك و يخطفك معه الى خارج المجرة.....
و ترقصان سوية على أضواء الشمس الخافتة...
و انغام الحب الهادئة.......
لماذا يا صديقتي اسمع في هذا الهدوء الشاعري......
ضرب النعال.....
إن أردتي الرقص يا عزيزتي مرة ثانية....
فاخلعي نعليك ....
كي لا تفسدين تلك النشوة التي سحبتك من عالم العقل و الوجود و المادة ....
الى دنيا المثال و الروح و السعادة.....
الى تلك الدنيا......
حيث لا وجود لإنهاء الليل......
لا وجود لأي شيئ...
حتى للوجود نفسه.....
لا وجود الا للصمت......
إياك ان تتمني مجددا ,,لو ان هذا المطر ,,يمسي بشرا.....
و أظنك تعرفين السبب جيدا....
صديقتي...
هنيئا لكي بضيفك ..الشتاء...
و بصديقتك ..السماء......