كان لرجل حكيم ، ولد كثير التململ ، قليل الصبر ، وكثير الطلبات ، وبالأختصار لايعجبه العجب ..


وعندما طفح الكيل بأبيه الحكيم ، أعطاه كيسا ً مليئا ً بالمساميرالكبيرة وقال له :

في كل مرة لا تستطيع فيها أن تسيطر على غضبك ، قم بطرق مسمارٍ في جدار

البيت ولكن عليك غرسه كله ما عدا نهايته فقط وعندما تنتهي عندي لك مفاجأة سارة ...


في اليوم الأول قام الإبن بطرق 20 مسمارا ً في جدار البيت وتصبب عرقا ً

لكن حبه لوالده وخوفه منه جعله لا يفكر في أن يخدعه أويغشه ...

وبعد عدة أيام بدأ عدد المسامير يقل ، لأن الولد اكتشف أن تحكمه بأعصابه

وسيطرته على غضبه أسهل بكثير من طرق المسامير الكبيرة ، حتى جاء اليوم

الذي لم يضطر فيه إلى طرق أي مسمار . .

عندها ذهب ليبـشـّر والده ، وأظهر له والده أنه مسرور وفخور به ..وقال له :

حسنا يابني ، لقد قطعت نصف المسافة نحو الهدف , وعندما تصل لك مني هدية

لم تكن تحلم بها ... الأن كل يوم تستطيع أن تبقى حليما ومسيطرا على غضبك

سأسمح لك بنزع مسمار من المسامير التي طرقتها حتى إذا أنهيت نزع كل

المسامير تكون قد استحقيت هديتي عن جدارة ...

كان الولد ينزع المسامير بسرعة لأنه تعلم تماما كيف يتحكم بنفسه عند الغضب ..

وعندما أنهى عمله ، أخبر والده ، فقال له : حسنا الهدية لك الآن ولكن قبل ذلك

أريد أن أريك شيئا ..

أخذ الأب الحكيم ابنه من يده وأراه مكان طرق المسامير وقال له :

أحسنت صنعا يابني ، ولكن انظر الى هذه الثقوب التي تركتها في جدار بيتنا

الجميل هل يمكنك إعادتها كما كانت ؟؟؟



عندما تتشاجر مع صديق لك أو زميل عمل أو حتى عضوٍ أخ لك في هذا المنتدى

وتفلت منك بعض العبارات السيئة ، فإنها غالبا ما تترك جرحا عميقا لا يندمل

بسهولة مع مرور الأيام ، تماما كتلك الثقوب التي تركها الصبي في جدار بيتهم

وشوّهت منظره والأدهى من ذلك أنك قد تتكبر وترفض حتى الإعتذار

أنا أشجع على الإعتذار ولا أنكر تأثيره السحري علينا حين يسيئ لنا من نحبهم

ولكني أشجع أكثر على أن نوفر على أنفسنا الإعتذار ، ونمسك أنفسنا ونسيطر

عليها عند الغضب ..فعندما تصفع أخاك ثم تعتذر له ..هل ستـُمحى الصفعة من

وجهه ؟

وعندما تظن أن زميلا لك في المنتدى قد أخطأ بحقك ، ثم ترسل له رسالة خاصة

مليئة بالإهانات والكلمات الجارحة .. ثم تكتشف أنك قد تسرعت وأنك ظلمته .

هل ستنفع عشر رسائل اعتذار من محو الجرح الذي تركته في قلبه ...

قديما قالوا جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان ..وقالوا أيضا :

الحلم سيد الأخلاق .. وأنا أقول : الإنسان الذكي والخلوق يحاول أن يبتعد عن


الخطأ كيلا يضطر للإعتذار .. وأنتم ماذا عنكم ؟ ماذا تقولون ؟

و الله يا أخ شام حطيت ايدك عالجرح .. فعلا أزكى انسان هو من لا يحيج نفسه للاعتذار
و أنا اضع نصب عيني قول الامام الشافعي :

إذا سبني نذل تزايدت رفعة

.................وما العيب إلا أن أكون مساببه

ولو لم تكن نفسي علي عزيزة

.................لمكنتها من كل نذل تحاربه

يخاطبني السفيه بكل قبح

...................فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما

...................كعود زاده الإحراق طيبا

أذا نطق السفيه فلا تجبه

..................فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فرجت عنه

..................وأن خليته كمدااا يموووت


مشكور على موضوعك الجميل و العطر و الرائع و صدق من قال الحلم سيد الأخلاق ....

أشكرك يا فراس على مرورك العطر
الذي أضاف على موضيعي مشاركة تدل أنها كتبت من يد شخص حليم

فعلا درهم وقاية خير من قنطار علاج لنتعلم الصفح ولنكن كالاخوة فلا داعي للمشاكل والعدوات لنعتاد ان نتقبل بعضنا لنتعلم ان نتلقى الانتقاد اللذي يوجه الينا برحابة صدر

أخي شام
إن شجاعة الاعتذار شجاعة أدبية وفكرية نادرة وخاصة في مجتمعنا الذي يربى فيه الأبناء على أن الاعتذار ضعف ومذلة وكرامتي لا تسمح بالاعتذار إن كنت مخطئا
وبهذه المناسبة اسمح لي أن أوجه تحية كبيرة لعضوة في منتداكم  هي الأخت روري زاد أحترامي لها كثيرا فقد انتقدتني في مسألة لغوية ولما بينت لها رأيي فيها رجعت إلى المراجع وعرفت الصواب لكنها لم تعتذر في رسالة خاصة بل كان لها الجرأة الأدبية التي جعلتها تعتذر علنا في نفس الموضوع
لا أتحرج من القول أن الشجاعة الأدبية لدى بعض الأعضاء في منتداكم في الاعتذار هي مبعث قوة وفخر لهذا المنتدى
لك كل الود
أخوك المحامي محمد هشام

أشكركم على مروركم

بالعكس كتير حلو انو الواحد يعتزر يعني انا ضد  اللي بيقلك انا حتى لو  غلطت ما بعتزر طيب ليش ؟؟
عنجد الاعتزار كتير لو بيكبر من شخصيتك عالاقل قدام حالك


فمن هون بحب قول لكل  اللي دايقتون من دون قصدي انو سوووووووري ماكان قصدي 


سوس

السلام عليكم
وصية رسولنا الكريم  صلى الله عليه و سلم  لرجل سأله الوصية  فقال له : لا تغضب.
ياااااااااااااااااااااااه  يا اخواني لو كل واحد فينا  يمسك غضبه  و اذا تحتم الامر و غضب ,في الخير يعتذر  كيف سنعيش بسلام ....في الوقت الراهن الواحد يغضب و تعرفون ما يصاحبه من كلام جارح  و فوق ذلك يترفع عن الاعتذار و كأنه هو المظلوم.

انا شخصيا : لااغضب كثيرا الا في حالات نادرة  و    كثيرا ما لا ارد على الشخص و خاصة اذا كان سفيها ..و لكن ايضا اعتذر  و ليس في ذلك عيبا ممن غضبت عنهم 

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ليس الشديد بالصرعة ,انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب."

السلام عليكم

مشكور أخي على طرحك للموضوع الحلو